ما ضرورة الأمن السيبراني لابنك؟
من المتعارف عليه أن الطفل يكتسب البديهيات في سن مبكرة، تلك البديهيات التي تحافظ على سلامته مثل عبوره الطريق دون أخذ الحيطة والانتباه قد يؤدي إلى أن تدهسه سيارة، ولمسه مقبس الكهرباء قد يلحق به الضرر أو يصرعه.
لكن هل علينا أن نعلِّمه تطبيق تلك البديهيات ومهارات التفكير النقدي عند الاتصال بالإنترنت؟ فكما هو الحال في العالم الواقعي، فإن من الأهمية بمكان أن نساعد الطفل على فهم الأساسيات التي يتجنب بها الحوادث والإصابات، والدهس على شبكة الإنترنت.
فيما يلي بعض الطرق السهلة والنصائح التي تعين الطفل على إدراك أسباب تطبيق قواعد العالم الواقعي على العالم الافتراضي (شبكة الإنترنت) حتى يحظى بما يُعرف بالأمن السيبراني أو الأمن على شبكة الإنترنت:
• لا تعطي جارك مفتاح منزلك: فلو فعلت فسوف تسمح لأي شخص أن يدخل منزلك، وينطبق هذا تمامًا على حسابات شبكة الإنترنت. ومن الضروري تعليم الطفل استخدام كلمات مرور قوية لحساباته، فهي مفاتيح افتراضية أشبه بالمفاتيح الحقيقية التي لا يجوز مشاركتها مع أي شخص سوى الوالدين، ولا يصح أن تكون سهلة حتى لا يسهل اكتشافها.
• كلنا نذهب إلى الطبيب: قد ينفر الطفل من الذهاب إلى الطبيب لكنه يعي ضرورة أن يذهب كل فرد إليه لإجراء فحوصات دورية، إنه إجراء نقوم به في الغالب لمعالجة مشكلة قبل تفاقمها. إن تحديثات الأمان على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وكذلك التليفون المحمول أشبه في الواقع بتلك الفحوصات الدورية؛ لذا فإن على الآباء التحدث إلى أطفالهم حول أهمية تشغيل عمليات الفحص الأمني وتحديث البرامج التي توفر الحماية من الفيروسات وغيرها من التهديدات التي تطرأ على شبكة الإنترنت.
• لا يمكن لأمي أو أبي أن يُسلم بطاقته الائتمانية إلى شخص غريب: إنني أراهن ألا يوجد طفل شاهد أحد أبويه يأخذ بطاقته الائتمانية ويعطيها لشخص غريب لحفظها، فالطفل يتعلم من تصرفاتنا وسلوكياتنا أن بعض الأشياء – خاصة تلك التي بها معلومات شخصية أو مالية – يجب ألا نشارك فيها غيرنا. كذلك الحال تمامًا على شبكة الإنترنت، فلتتأكد أن الطفل يعي أن ثمة معلومات لا تصح مشاركتها، ويتوجب على الوالدين أن يُعلِّماه التفكير بحذر عندما يزور مواقع على شبكة الإنترنت أو يُحمل ملفات منها؛ لأن معظمها ليس موثوقًا به.
• لا بد من التحلي بالاحتشام في الأماكن العامة: لا بد أن يعي الطفل أن مواقع التواصل الاجتماعي وكذا المواقع التي يستخدمها أشبه ما تكون بالأماكن العامة التي يجب علينا أن نراعي فيها الخصوصية وألا نعرض كل شيء. فعلى الرغم من أن أغلب المواقع توفر إعدادت الخصوصية للتحكم في قدر المعلومات الظاهرة، فإنه من المهم تذكير الطفل بأن خصوصيته بين يدي أي شخص يتفاعل معه على الإنترنت.
وتجدر الإشارة إلى أنه يصعب على الطفل اتخاذ الإجراءات البديهية للأمن السيبراني؛ لكن يسهل عليه تطبيقها في الواقع عندما يحاكي والديه ومرشديه وأصدقاءه، لذا علينا أن نكون في عون الطفل وأن نرشده عند التعود على اتخاذ إجراءات الأمن السيبراني.
وأخيرًا، أود أن أقول لكل أم ولكل أب: إذا كان من المستحيل أن تمنع ابنك من الاتصال بشبكة الإنترنت فلا أقل من أن تتعلم أن تحميه من مخاطرها وأبرزها اجتياح الثورة الجنسية التي تهلك ملايين البشر، والجرائم الإلكترونية التي تستنفد نقودهم ليصبح شخصًا سويًا قادرًا على مواجهة تحديات هذا الزمان والتي فاقت حدود التصور وعندها فقط سيصبح ابنك مشروعك الناجح.
لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/words-effect-on-brain/
https://asmaanawar.com/how-do-you-make-your-son-a-genius/
https://asmaanawar.com/how-do-you-make-your-son-insist-on-success/