بقلم: ليزا أوماري

ترجمة: أسماء راغب نوار

قدمت دراسة جديدة أخيرًا بعض الشواهد والأدلة التي تكشف السبب وراء أن احتمالية تعرضنا لعدوى فيروسية في فصل الشتاء أكثر من احتمالية تعرضنا لها في غيره من الفصول.

قد تبدو النتائج واضحة: لأن فصل الشتاء أكثر برودة. لكن السبب الحقيقي هو أن أنفك يستشعر شدة برودته، ويقلل هذا من استجابته المناعية.

صرَّح الطبيب بنجامين بلاير، الباحث بكلية الطب بجامعة هارفارد، في نشرة إخبارية قائلًا: "لم يكن هناك سبب مقنع أبدًا لحدوث هذه الزيادة الواضحة جدًا في العدوى الفيروسية في الأشهر الباردة. هذا هو أول تفسير كمي معقول قد قُدم من الناحية البيولوجية."

حللت الدراسة الاستجابة المناعية المعروفة بالفعل في الأنف باسم "إطلاق الحويصلات خارج الخلية"، عندما يطلق الأنف رذاذًا يتجمع ويحتجز البكتيريا التي يستنشقها الأنف ثم يقتلها.

يضيف بلاير: "إن الأمر أشبه باختراق عُش الدبابير، حيث تخرج الدبابير كلها وتهاجم. ثم يكتشف الأنف مسببات الأمراض هذه، فيطلق سربًا من الحويصلات خارج الخلية."

وقد تم في الدراسة تحليل عينات الأنف من متطوعين في المختبر عند درجة حرارة الجسم الطبيعية وعند درجة تقل عن حرارة الجسم بمقدار 9 فهرنهايت (ــــــ  12.7مئوية) وذلك بُغية محاكاة الفرق بين درجات الحرارة أثناء فصل الشتاء في الأماكن المغلقة وخارجها. وكان الرذاذ أكثر تناثرًا في درجات الحرارة المنخفضة.

نُشر البحث هذا الأسبوع في مجلة الحساسية والمناعة السريرية .

ويقول الباحث الزائر منصور أميجي، الحائز على درجة الدكتوراه في الصيدلة بجامعة نورث إيسترن: "إن الدراسة قد تكون ذات صلة بوقف انتشار فيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لـــ ـCOVID-19، من خلال تقديم طرق جديدة لمنع انتقال الفيروس، مثل تطوير "خلايا صناعية تعمل بمثابة طُعم للفيروس ".

وصرح باحث لم يشارك في الدراسة بأن النتائج تمثل فتحًا علميًّا مع كونها محدودة أيضًا.

وأفادت اختصاصية أمراض الأنف زارا باتيل شبكة سي إن إن: "بإن هذه هي المرة الأولى التي يكون لدينا فيها تفسير بيولوجي وجزيئي فيما يتعلق بعامل واحد من عوامل استجابتنا المناعية الفطرية التي يبدو أن درجات الحرارة الباردة تحد من كفاءتها". وأضافت: "من المهم أن نتذكر أن هذه دراسات معملية، مما يعني أنه على الرغم من استخدامها أنسجة بشرية في المختبر لدراسة هذه الاستجابة المناعية، فليست بالدراسة التي تُجرى داخل أنف شخص بالفعل. فغالبًا ما يتم تأكيد نتائج الدراسات المعملية في الجسم الحي، ولكن ليس دائمًا".

المصدر:

https://www.webmd.com/cold-and-flu/news/20221206/why-do-we-get-more-colds-in-winter-blame-your-nose