ديسمبر 8, 2022

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يترجم

لماذا تتسبب بعض الأطعمة في الإدمان؟

أسماء راغب نوار | لماذا تتسبب بعض الأطعمة في الإدمان؟

 من مقالات مركز كليفلاند كلينك الطبي

ترجمة: أسماء راغب نوار

لماذا تتسبب بعض الأطعمة في الإدمان؟

هل ثمة أطعمة بعينها لا تستطيع تناولها مرة واحدة فقط (أو تقضم منها قضمة واحدة)؟ ربما يُعرف عنك أنك تلتهم كيس "الشيبسي" أمام التليفزيون، أو دائمًا ما تجد نفسك تعود للحصول على قطعة ثانية من الكعك أثناء الحفلات. هل هذا من الإدمان؟

إن الإفراط في تناول أطعمة معينة لا يعني أنك شخص شره أو ضعيف الإرادة. ومعنى ذلك أن جسمك قد اعتاد اشتهاء الوجبات السريعة. يمكن للأطعمة المُصَنَّعة التي تسب الإدمان بشدة أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، والهيمنة على كيمياء المخ، وتحفيزك للبحث عن المزيد.

عندما تتاح لك هذه الأطعمة في كل مكان من حولك، يمكن أن يتحول تناولها بشكل قهري إلى عادة، مما يجعلك تعاني من زيادة وزنك أو الشعور بالغثيان.

كيف يمكنك التعرف على الحلقة المفرغة المتمثلة في تناول الأطعمة المسببة للإدمان والتناول المفرط لها وكسر هذه الحلقة؟ تتساءل الدكتورة سوزان ألبرز الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس:

هل إدمان الطعام حقيقة؟

ولنتساءل في البداية: هل يمكن أن تكون مدمنًا للطعام في الواقع؟ الإجابة عن هذا السؤال ليست بسيطة. فهي مثيرة للجدل نوعًا ما.

على الرغم من ارتباط سلوكيات الطعام الإدمانية بمشاكل صحية، بما في ذلك السمنة واضطراب نهم الطعام، فإن إدمان الطعام ليس تشخيصًا طبيًا معتمدًا.

وما إذا كان الطعام نفسه يسبب الإدمان لا يزال محل نقاش.

تقول الدكتورة ألبرز: "يرى البعض أنك لا يمكن أن تكون مدمنًا على مادة تحتاج إليها للبقاء على قيد الحياة وأن الطعام في حد ذاته لا يسبب الإدمان". على أية حال فإن الطعام لا يُغيِّر حالتك الذهنية كما تفعل العقاقير المسببة للإدمان.

كما لا يوجد عنصر بعينه يسبب الإدمان. فهو بالنسبة للبعض، الوجبات السريعة المشبعة بالدهون. وبالنسبة لآخرين، الحلويات. ولكنك مع ذلك، لن تلتهم طبقًا من حبيبات السكر. يبدو أن الأطعمة المصنعة والمكوَّنة من مجموعة عناصر معينة هي التي تسبب مشكلة للإنسان.

ومع ذلك، يرى باحثون آخرون أن الطعام يتسبب في الإدمان بالفعل. فتُنشط بعض الأطعمة مراكز المتعة في المخ وتحفز إفراز مواد كيميائية تبعث على الشعور بالرضا كالدوبامين، تمامًا كسائر المواد المسببة للإدمان. في الأشخاص الأكثر استعدادًا للإدمان، يمكن أن تطغى تلك المواد الكيميائية على الإشارات الأخرى الصادرة عن المخ والمسئولة عن الشعور بالشبع أو الرضا، مما قد يؤدي إلى دوامة من الإفراط في تناول الطعام.

وتقول الدكتورة ألبرز إنه بمرور الوقت، قد ينشأ لدى هؤلاء الأشخاص اعتياد على الأطعمة التي يدمنون تناولها. أي أنهم بحاجة إلى تناول المزيد والمزيد منها ليشعروا بمستوى المتعة نفسه. وعلى الرغم من أنهم يدركون العواقب الوخيمة لإفراطهم في تناول الطعام ويودون التوقف عن ذلك، فإن محاولاتهم كلها تبوء بالفشل.

وتشير الدكتورة ألبرز إلى أن "العديد من الكلمات التي يستخدمها الأشخاص لوصف شعورهم حيال الطعام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإدمان، مثل الرغبة الشديدة والأعراض الانسحابية والشعور بفقدان السيطرة".

ثمة طريقة أخرى يصف بها البعض هذه الظاهرة وهي أنها "إدمان للعملية" وليست إدمانًا حقيقيًا للطعام. ويصبح هؤلاء معتمدين على العملية التي تجلب الشعور بالسعادة والهدوء والرضا المصاحبة لتناول الطعام لا على الطعام في ذاته.

يقول الباحثون إن الناس يلجئون أحيانًا إلى سلوكيات إدمانية في تناول الطعام تسبب الإدمان كطريقة للتغلب على التوتر والانفعالات.

ثمة حاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع، ولكن الواضح هو أن تناول الطعام الذي يشبه الإدمان هو واقع للكثيرين، بحيث يؤثر على صحتهم، وشعورهم بالاعتداد بالنفس ونوعية حياتهم بطرق سلبية كثيرة.

أكثر الأطعمة إدمانًا

من الراجح أن الأطعمة التي يغلب أن يتناولها الأشخاص بشكل قهري لها سمة مشتركة: مزيج قوي من الكربوهيدرات (مثل الحبوب المكررة و / أو السكر) والدهون.

لن تجد العديد من الأمثلة على هذا المزيج الذي لا يقاوم في الطبيعة. فعلى سبيل المثال، يحتوي الأرز على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ولكنه منخفض الدهون، في حين أن المكسرات غنية بالدهون، ولكنها تحتوي على القليل من الكربوهيدرات. لكن شركات الأغذية المصنعة يمكنها مزج المكونات والمبالغة في إظهار النكهات بطرق كيميائية أحاسيس مذاق جذابة للغاية لدرجة أنك لا تكف عن اشتهاء المزيد.

سأل باحثون في دراسة أجروها مجموعة من الأشخاص عن الأطعمة التي من الراجح أن يتناولوها على نحو مفرط، فجاءت أغلب الإجابات هكذا:

الشوكولاتة.

الآيس كريم.

البطاطس المقلية.

البيتزا.

البسكويت.

رقائق البطاطس (شيبسي).

الكعك.

الـ (تشيز برجر).

علامات تنذر بالخطر... احترس منها

للعلم، إذا لم تتم معالجة السلوكيات المسببة لإدمان الطعام فقد تسهم في حدوث مشكلات صحية ترتبط بالأنظمة الغذائية غير الصحية، من قبيل السمنة ومرض السكر وأمراض القلب.

لكن ليس كل من يعاني هذه السلوكيات زائد الوزن. كما أن من الوارد أن يقع الذين يتمتعون بوزن صحي في سلوكيات تناول الطعام التي تسبب الإدمان. في بعض الأحيان، قد تؤدي هذه السلوكيات إلى أنماط أخرى غير صحية، كاتباع حمية قاسية أو الإفراط في ممارسة الرياضة؛ حتى يحرق السعرات الحرارية الزائدة المستهلكة.

تقول الدكتورة ألبرز: "كما أنها تؤثر على نوعية حياة الفرد بإشعاره بالذنب أو الخزي".

انتبه لهذه الأنماط السلوكية التي تبعث على القلق:

  • الاستمرار في تناول الطعام بعد الشبع.
  • التسلل أو التخفي المصاحب لسلوكيات تناول الطعام.
  • الشعور بفقدان السيطرة حِيال بعض الأطعمة.
  • التفكير أو الانشغال بالطعام كل يوم.
  • أن تجد الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق أقل إمتاعًا.
  • أن تبذل قُصارى جَهدك للحصول على أطعمة معينة عندما لا تكون متاحة.
  • أن تتجنب المواقف الاجتماعية أو المهنية من أجل الطعام.
  • أن تستمر في هذه السلوكيات على الرغم من عواقبها الوخيمة.

كيفية الحصول على مساعدة لتناول الطعام المتسبب في الإدمان

نادرًا ما تكون قوة الإرادة وحدها وسيلة دفاع قوية ضد إدمان الطعام والدائرة المفرغة للرغبة الشديدة والإفراط في تناول الطعام والشعور بالذنب المصاحب له. بل قد تؤدي محاولة مواجهة هذه الرغبة الشديدة إلى مضاعفتها في الواقع.

توصي الدكتورة ألبرز بالرجوع إلى طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي يمكنه مساعدتك في معالجة الأعراض الجسدية والعوامل النفسية الكامنة التي قد تسهم في إدمان الطعام. قد تجد أيضًا مجموعات دعم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومعرفة ما يحفز سلوكياتك الإدمانية خطوة أولى مهمة. فإن التوتر أو اليأس، بالنسبة للبعض، هو الذي يدفعهم إلى اللجوء إلى الطعام من أجل الشعور بالراحة. وتقول الدكتورة ألبرز: "إذا استطعت معرفة دوافعك للإفراط في تناول الطعام وكسرت تلك الحلقة، فقد يكون ذلك مهمًا لكوننا لا نستطيع التحكم على الدوام فيما إذا كانت تلك الأطعمة المسببة للإدمان في متناولنا أم لا".

كما أن التأمل الواعي وسائر الأساليب التي تعينك على التحكم في التوتر كفيلة بمساعدتك في التغلب على دوامة الإفراط في تناول الطعام.

كلما وَعَيت بالقوى المتحكمة في الرغبة الشديدة لديك وبالاستراتيجيات التي من شأنها مساعدتك في التغلب عليها، كانت فرصك في التحرر والشفاء منها أفضل.

المصدر:

https://health.clevelandclinic.org/why-are-certain-foods-so-addictive/

لمزيد من الاطلاع:

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/