ما الذي يؤثر على مزاجك؟ وكيف يمكن تحسينه؟
يمكن أن يؤثر المزاج تأثيرًا بالغًا على جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك كيف يفكر الإنسان ويشعر ويتصرف. يمكن أن تؤثر هذه الحالات العاطفية على مستويات الدافعية واتخاذ القرارات. كما يمكن أن تؤثر على العلاقات وكيفية تفاعل الشخص مع غيره.
بقلم: كندرا شيري
ترجمة: أسماء راغب نوار
جدول المحتويات
منذ متى يدرس الباحثون المزاج؟
ما يجب معرفته عن حالات المزاج السلبية والإيجابية
أنواع اضطرابات المزاج
العوامل التي يمكن أن تؤثر على مزاجك
كيف يؤثر المزاج على صحتك وسعادتك؟
يمكن تعريف المزاج بأنه حالة عاطفية مستقرة نسبيًّا تُوصف في كثير من الأحيان بأنها إيجابية أو سلبية. ويُوصف المزاج في بعض الأحيان بأنه حالة شعورية ذاتية تؤثر على التعبير الخارجي لها. وعلى عكس الانفعالات التي عادًة ما تكون أقوى وأكثر تحديدًا، فإن المزاج أعم وأقل حِدَّة.
ولا ينتج المزاج عادة عن تجربة أو حدث معين. ومع ذلك، قد يتأثر المزاج بعوامل مختلفة، بما في ذلك التعب والإرهاق، والضغوط، والتفاعلات الاجتماعية، والأحداث العالمية، والهرمونات، والطقس، والجوع، والصحة العامة.
يمكن أن يؤثر المزاج تأثيرًا بالغًا على جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك كيف يفكر الإنسان ويشعر ويتصرف. يمكن أن تؤثر هذه الحالات العاطفية على مستويات الدافعية واتخاذ القرارات. كما يمكن أن تؤثر على العلاقات وكيفية تفاعل الشخص مع غيره.
تعد اضطرابات المزاج، مثل اضطراب الاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب، حالات مرضية خطيرة يمكن أن تسبب خللًا كبيرًا في الحياة اليومية. إذا كنت تعاني من تغيرات مزاجية باستمرار، فمن الأهمية بمكان استشارة طبيب أو متخصص في الصحة العقلية.
منذ متى يدرس الباحثون المزاج؟
لقد كان المزاج موضوعًا للبحث لسنوات عديدة. ركزت النظريات الأولى المعنية بالمزاج على ارتباطه بالانفعال. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الأخيرة أن المزاج ليس مجرد نتيجة للانفعالات، لكنه يتأثر أيضًا بعوامل أخرى مثل الفسيولوجيا والإدراك.
دراسة المزاج مهمة لفهم سلوك الإنسان. يمكن أن يكون للمزاج دور في طريقة تعلمنا وتذكر المعلومات واتخاذ القرارات.
كما يمكن أن يؤثر المزاج على صحتنا الجسدية. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب أكثر عرضة للمرض والإصابة بمشكلات القلب.
لا يزال هناك الكثير لنعرفه عن المزاج. ومع ذلك، فقد ساعدتنا الأبحاث التي أُجريت في تفهم كيفية عمله وكيف يمكن أن يؤثر على حياتنا.
ما يجب معرفته عن حالات المزاج السلبية والإيجابية
قد يكون من الصعب وصف المزاج، ولكن هناك بعض المؤشرات الشائعة التي يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كان مزاجك جيدًا أم سيئًا.
المزاج الإيجابي
يتم تعريف المزاج الجيد عادةً بأنه حالة إيجابية بشكل عام، على الرغم من أن الناس عادةً لا يستطيعون تحديد السبب بالضبط الذي يجعلهم في مزاج جيد. الشعور بالراحة البدنية، والحصول على نوم جيد، وعدم وجود ضغوط، والتفاعلات الاجتماعية الإيجابية هي بعض العوامل التي قد تسهم في المزاج الإيجابي.
بعض المؤشرات الشائعة على المزاج الجيد تشمل:
- الشعور بالسعادة
- التفاؤل
- الشعور بالرضا
- الشعور بالرفاهية بشكل عام
- الشعور بالنشاط والإنتاجية
- الشعور بالانخراط في الحياة والاهتمام بها
المزاج السلبي
بعض المؤشرات الشائعة على المزاج السيء تشمل:
- الشعور بالحزن أو القلق أو الغضب
- الشعور بالفراغ أو اليأس
- الشعور بالتعب والكسل
- الشعور بالانعزال وعدم الانخراط في الحياة
- نقص الدافع للقيام بالمهام العادية
- العصبية أو سرعة الغضب
- الشعور بفتور الهمة
يمكن أن يؤثر المزاج السلبي على كيفية تفسير الشخص للأحداث وحُكمه عليها. عندما يكون الشخص في مزاج سلبي، فمن المرجح أن يرى الأحداث من حوله بصورة سلبية.
إذا كنت تعاني من تغيرات مستمرة في المزاج، فمن الأهمية بمكان استشارة طبيب أو اختصاصي في الصحة النفسية. قد يكون المزاج السلبي الذي يستمر لأكثر من أسبوعين أو يؤثر على حياتك علامة على الاكتئاب أو أحد الاضطرابات المزاجية الأخرى.
أنواع اضطرابات المزاج
ثمة عدد من أنواع الاضطرابات قد تؤثر على المزاج. وتشمل بعض هذه الاضطرابات:
- اضطراب الاكتئاب الشديد: قد تسبب هذه الحالة الخطيرة الشعور بالحزن أو القلق أو الفراغ بشكل مستمر. قد يواجه الشخص الذي يعاني من الاكتئاب صعوبة في النوم والأكل والتركيز.
- الاضطراب ثنائي القطب: يتميز هذا الاضطراب بتغيرات حادة في المزاج، تتراوح من الهوس (حالة مرتفعة من النشوة في الغالب) إلى الاكتئاب. قد يتعرض الشخص الذي يعاني من الاضطراب ثنائي القطب أيضًا لنوبات من الهوس، حيث قد يتصرف باندفاع دون تفكير، ويحتوي بداخله أفكار متسارعة، وتسهل استثارته.
- الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) :كان يُعرف سابقًا باسم اضطراب الاكتئاب الشديد ذو النمط الموسمي. يتميز هذا الاضطراب بأعراض اكتئابية تحدث عادةً خلال أشهر الشتاء، عندما يقل ضوء الشمس. قد تشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الإرهاق وصعوبة التركيز والانسحاب الاجتماعي.
- اضطراب المزاج الدوروي: يتميز هذا الاضطراب بأشكال أكثر اعتدالًا من نوبات الهوس والاكتئاب المتعاقبة. يمكن للشخص المصاب باضطراب المزاج الدوروي أن يعاني من فترات قصيرة نسبيًا من المزاج الطبيعي بين النوبتين.
العوامل التي يمكن أن تؤثر على مزاجك
على عكس العواطف والمشاعر، يتأثر المزاج بمجموعة من العوامل غير المحددة. وهو ما يجعل من الصعب الإشارة إلى الأسباب المحددة للمزاج السلبي.
تشير الأبحاث إلى أن قلة النوم والعوامل البيئية والأحداث السلبية المسببة للتوتر والتفاعلات الاجتماعية السلبية غالبًا ما تطرأ قبل ظهور المزاج المكتئب.
النوم
يبدو أن النوم يلعب دورًا مهمًا في المزاج، على الرغم من أن العلاقة بينهما ليست مفهومة تمامًا. اكتشف باحثون في إحدى الدراسات أن انخفاض جودة النوم كان مرتبطًا بالمزاج السيء.
قد لا يكون ذلك مفاجئًا لمن وجدوا أنفسهم يعانون من سوء المزاج وسرعة الغضب بعد قضاء ليلة مضطربة من الأرق والتقلب في السرير. ولكن هل المزاج الجيد يؤدي إلى تحسين النوم؟ للأسف، لا تشير الأبحاث إلى أن المزاج الجيد له التأثير المفيد ذاته على النوم.
الابتسام
على الرغم من أن العوامل التي تؤثر على المزاج معقدة ومتنوعة، فإن بعض الدراسات قد أظهرت أن تغيير تعابير الوجه عن عمد قد يؤثر على المزاج. بعبارة أخرى، الابتسام – ولو كان مصطنعًا -- يمكن أن يلعب دورًا في تحسين مزاجك.
في الواقع، الالتزام بتعبيرات وجه إيجابية يؤثر على ذهنك ويحفز مزاجًا أكثر إيجابية، سواء أكانت ابتسامتك حقيقية أم لا.
الطبيعة
يبدو أن والديك كانا على حق حين أخبراك أن ذهابك للعب خارج المنزل ربما يساعد في تحسين مزاجك. أظهرت بعض الدراسات أن الاتصال بالبيئات الطبيعية قد يكون له تأثير إيجابي على المزاج والسعادة.
كيف يؤثر المزاج على صحتك وسعادتك
يمكن أن يؤثر المزاج تأثيرًا بالغًا على الصحة والسعادة. ترتبط اضطرابات المزاج، مثل اضطرابات الاكتئاب، بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية جسدية، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن الشخص الذي لديه تاريخ من الاكتئاب تزداد خطورة إصابته بالسكتة الدماغية بنسبة 34٪.
كما يمكن أن يؤثر المزاج على طريقة أداء الشخص للمهام في الحياة اليومية. على سبيل المثال، قد يواجه من يعاني الاكتئاب صعوبة في النوم والتركيز واتخاذ القرارات.
كما يمكن أن يؤثر المزاج على العلاقات مع الآخرين. قد يواجه من يعاني الاكتئاب أو القلق صعوبة في التواصل والاتصال مع الآخرين. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب الحفاظ على العلاقات الشخصية وقد يسهم في الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.
من الأهمية بمكان أن تنشد المساعدة إذا كنت تعاني من مزاج سيء أو تغيرات مفاجئة في المزاج.
يمكن علاج اضطرابات المزاج، وهناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدة من يواجه صعوبات. إذا كنت قلقًا من مزاجك، تحدث إلى طبيبك أو اختصاصي في الصحة النفسية.
طرق لتحسين مزاجك
يواجه الجميع فترات من المزاج السيء من وقت لآخر، ولكن بعض الاستراتيجيات قد تساعدك في تحسين مزاجك عندما تشعر بالكآبة. بعض النصائح لتحسين المزاج تشمل:
ممارسة التمارين بانتظام
قد تساعد ممارسة التمارين في تحسين المزاج من خلال جملة عوامل من بينها إفراز مواد كيميائية تسمى إندورفينات من شأنها تحسين المزاج. أظهرت بعض الدراسات أن ممارسة التمارين قد تلعب دورًا في تحسين المزاج. بالإضافة إلى إمكانية الوقاية من الاكتئاب وتخفيف أعراضه، قد تعمل جلسات التمارين المنفردة على تحسين المزاج على الفور.
اتباع نظام غذائي صحي
قد يساعد تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية على تحسين مستويات الطاقة والصحة بشكل عام، وتشير الشواهد والأدلة إلى أن ما تأكله قد يؤثر على المزاج. لم تكن العلاقة بين النظام الغذائي والاكتئاب مفهومة بشكل كامل، لكن يتزايد إدراكنا بأن ما نأكله قد يمنحنا بعض الفوائد المتمثلة في تحسين المزاج ومحاربة الاكتئاب.
تشير بعض الأبحاث إلى أن الالتزام الحثيث بتوصيات النظام الغذائي قد يكون له تأثير في الوقاية من أعراض الاكتئاب. ربط الباحثون بين تناول الأطعمة المرتبطة بالالتهاب (مثل الأطعمة المصنعة بدرجة عالية والمحتوية على كميات كبيرة من السكر والدهون واللحوم الحمراء) وزيادة خطر ظهور أعراض الاكتئاب.
قضاء وقت وسط الطبيعة
قد يساعد الاتصال بالطبيعة على تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء. أوضحت إحدى الدراسات أن قضاء ولو 10 دقائق في الجلوس أو المشي وسط بيئة طبيعية له تأثير إيجابي كبير على المزاج.
التواصل مع الآخرين
قضاء وقت مع الأحباء أو المشاركة في أنشطة مع الآخرين يمكن أن يساعد على تحسين المزاج وتقليل الشعور بالعزلة. تشير بعض الأبحاث إلى أن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية قد تساعد في التخفيف من المزاج المكتئب.
ممارسة أساليب الاسترخاء
يفرز الجسم مادة كيميائية تسمى الكورتيزول عندما يكون تحت ضغط. يجهز الكورتيزول الجسم للتعامل مع ما تواجهه، ولكن التعرض لكميات مفرطة منه لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الآثار السلبية على الصحة.
في الواقع، أظهرت الدراسات أن مستويات الكورتيزول عادًة ما تكون أعلى لدى الأشخاص المصابين الأشد اكتئابًا.
قد يكون تقليل الضغط الذي تشعر به مفيدًا عندما يتعلق الأمر بتحسين المزاج العام. قد تساعد أساليب الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل أو التنفس العميق في تقليل الضغط وتعزيز الشعور بالسكينة.
استخدام متتبع المزاج
سواء كنت تستخدم يوميات مكتوبة يدويًا أو تطبيقًا عبر الإنترنت، يمكن أن يساعدك متتبع المزاج على البحث عن المثيرات التي قد تؤثر في مزاجك. كما يمكنه تقديم أفكار حول كيفية تأثير العناصر المكونة لأسلوب الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي والنوم والتمرين البدني، على مزاجك.
المصدر:
https://www.verywellmind.com/what-is-mood-5271921
لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/
https://asmaanawar.com/journey_to_my_website/