علامات بيئة العمل السامة
بقلم: ليزا تينان
ترجمة: أسماء راغب نوار
لا تخلو وظيفة من الوظائف من مستوى من التوتر حتى في أيام الرخاء. ومع ذلك إذا كان الذهاب إلى العمل (أو مجرد فكرة الذهاب إلى العمل) يصيبك بالتعب أو الاكتئاب أو حتى التعب الجسماني، فهذا يعدو كونه مجرد توتر عام بالعمل، وهذه علامات بيئة العمل السامة:
علامات جسمانية
يمكن تعريف أماكن العمل السامة بأنها أي وظيفة يتسبب فيها العمل، أو الجو المحيط، أو الأشخاص، أو أي من هذه في اضطرابات خطيرة في بقية نواحي حياتك.
وقد تتبدى هذه الاضطرابات في مجموعة من الأعراض الجسدية كما تبين البروفيسورة ميلودي ويلدينج المدربة وأستاذة السلوك البشري في مقال حديث لها. وتشمل هذه الأعراض: "الأرق والشعور الدائم باليقظة، وتعرق راحة اليد، وسرعة ضربات القلب".
علاوة على ذلك، فإن لبيئة العمل السامة أو العدائية آثارًا سلبية تتعلق بالصحة قد تؤثر على حياتك الشخصية من خلال " الإضرار بكل شيء بدءًا من الثقة بالنفس إلى صداقاتك".
أجسادنا بارعة في إحاطتنا بأن ثمة "خطرًا" يجب معالجته؛ لذلك لا بد أن ننتبه. فلتعاين نفسك بانتظام من خلال هذه الأسئلة:
- كيف تنام؟ هل تحظى بثماني ساعات نومٍ على الأقل بانتظام؟
- على أي نحوٍ تتناول طعامك؟ هل غالبًا ما تشعر بالتوتر الشديد عند تناول الطعام، أم أنك أقرب إلى الإفراط في تناول الطعام؟
- هل تشعر بالأمان في المنزل وفي العمل؟
إذا كانت الإجابات عن هذه الأسئلة تدق ناقوس الخطر، إذن فقد حان الوقت لتقييم عملك وجو المكتب لمعرفة أسباب تضرر صحتك وسلامتك.
علامات بيئة العمل السامة
هذه بعض المؤشرات الملموسة على أنك تعمل في بيئة عمل سامة:
- مرض الموظف: تؤدي بيئة العمل السامة إلى إرهاق الموظف وإتعابه وإصابته بالمرض لما يتعرض له من مستويات عالية من التوتر التي تعيث في أجسادنا فسادًا. فإذا طلب الشخص إجازة مرضية أو ما هو أسوأ أن يعمل وهو مريض، فهذه علامة بارزة لبيئة العمل السامة.
- القيادة النرجسية: يطلب إليك مديرك أو من هم أعلى منك منصبًا أن توافقهم الرأي دومًا، وتخبرهم أنهم على صواب، وأنهم فوق القواعد. فهم يتوقعون دومًا أن يكون كل شخص مثاليًا في حين أنهم لا يرقون إلى ذلك.
- الفتور: ولتُلق نظرة على المكتب. أترى أي شخص سعيًدا هناك؟ هل يبتسم أحد؟ إذا كان الأشخاص عادة ما يبدون بائسين في العمل بالشركة، فيمكنك افتراض أن بيئة العمل سامة.
- الافتقار إلى الاتصال والتواصل أو التواصل السلبي: أنت وزملاؤك لا تحصلون على المعلومات اللازمة لأداء العمل. أنت تعمل بجد دون أن تلقى أي رد فعل إيجابي ولا عرفانًا، وقد يُقال لك أن تحمد الله أن لديك وظيفة أصلًا!
- معدل دوران وظيفي مرتفع: عندما لا تقدم بيئة العمل شيئًا حسنًا سوى العجز وانخفاض الروح المعنوية والمرض، فسوف يشرع الزملاء في طرق أبواب الفرص لتحسين الموقف. فإذا لاحظت أن ثمة معدلًا عاليًا للدوران الوظيفي في قسمك أو شركتك، فلتعتبر هذه دلالة على بيئة العمل السامة.
- الشِلل والإشاعات والقيل والقال: يبدو أن كل فرد لا تهمه سوى مصلحته، فلا توجد أي صداقات حقيقية بين الزملاء، ولكن تكثر بينهم الصراعات الداخلية وأشكالٌ من البارانويا فضلًا عن انتشار النميمة والإشاعات في المكتب.
بالإضافة إلى القائمة أعلاه، ثق بحدسك إذا أشعرك بشيء خطأ. فبمجرد تعرفك على المشكلة التي تواجهها، حان الوقت لتقديم استراتيجيات تساعدك في المحافظة على سلامة عقلك يومًا بعد يوم.
كيفية التعامل مع بيئة عمل سامة
بما أن الأمر يستغرق وقتًا للحصول على وظيفة جديدة مع كونك لا تستطيع الفرار من هذا الموقف الصعب في الحال، فمن المفيد انتهاج طرقٍ للتعامل مع الخلل الوظيفي حتى تستطيع الانتقال إلى وظيفة جديدة في مكان آخر:
- ابحث عن أشخاص يفكرون على نحو ما تفكر. كوِّن صداقات مع أشخاص يفكرون بطريقتك نفسها، ويبقى الأمل في مساندة بعضكم البعض وإحاطة المجموعة بكل جديد يطرأ.
- افعل شيئًا بعد العمل يخفف من التوتر. ولتذهب إلى صالة ألعاب رياضية (جيم)، أو أداء إصلاحات منزلية، أو اكتساب مهارة جديدة. المهم هو التأكد من أنك تعيش حياة مُرضية خارج العمل حتى تتغلب على دراما ساعات عملك (من 9 إلى 5 مساء).
- أنشئ قوائم مهام للبقاء مشغولًا. قد تساعدك القائمة في الحفاظ على تركيزك على مهامك بدلًا من الجو السام، كما تمنحك مبررًا للذهاب كل يوم.
- وثق كل شيء تفعله. ولتحفظ رسائل البريد الإلكتروني ولتدون تعليقات وقرارات الاجتماعات، والمكالمات الهاتفية، وكل شخص يتفاعل معك. إذا كنت بحاجة إلى تقديم شكوى فستحتاج إلى الشواهد والأدلة التي تدعم ادعاءك.
- اشرع في تنفيذ استراتيجية خروجك. من الممكن أن تتحسن الظروف في عملك، وفي هذه الحالة قد يكون من المنطقي البقاء. ومع ذلك حتى تتحسن الأمور ابدأ في البحث عن وظيفة جديدة، فهذا الأمر جدير بأن يجعلك إيجابيًا عندما تسوء الظروف. فلو كنت بحاجة مُلحة إلى المغادرة ففكر في وظيفة انتقالية تحفظ لك فاعليتك إلى أن تجد وظيفة تتماشى مع مسارك المهني.
ستتيح لك الإحاطة بعلامات بيئة العمل السامة وكيفية التعامل معها اتخاذ خطوتك التالية وفقًا لشروطك وفي الوقت الذي يناسبك – لذلك ستكون وظيفتك التالية مكانًا تستمتع فيه بالعمل فعلًا.
المصدر:
https://www.topresume.com/career-advice/how-to-handle-toxic-work-environment
لمزيد من الاطلاع: