مارس 21, 2023

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يفكر

قلم يفكر على الماشي (8)

أسماء راغب نوار | قلم يفكر على الماشي (8)

استخسار الرحمة

دائمًا ما أتحرى الدعاء بالرحمة لكل ميت أسمع أو أتحدث أو أقرأ عنه إيمانًا مني بأنه في أمس الحاجة إلى رحمة الله بعدما زرع فيَّ أبي رحمه الله اليقين بالبعث، وأتذكر أنني سأكون مثله يومًا ما إلى أن استوقفتني تعليقات الغالبية الخالية من طلب الرحمة على خبر وفاة أحد إعلاميي المرحلة (2020) بعدما عرفت عنه من خلال شبكة الإنترنت إذ إنني لم أكن أعرفه من قبل وإنني معتزلة التلفزيون منذ سنوات؛ لأنني أكره الصخب وأود أن أنعم بالهدوء حتى أرى الأمور على علاتها دون تعصب يُعمي البصيرة فأنفر من جو الفتنة الحاصل بين صفوف المجتمع المصري والذي يعد الانقسام أبرز مظاهره فتجد فئة ترى أن الأمور على ما يرام في حين ترى الأخرى أننا على شفا الانهيار! فألوذ بنفسي إلى الله فادعوه أن يريني الحق حقًا ويررقني اتباعه ويرني الباطل باطلًا ويرزقني اجتنابه.

لكن ألح عليّ سؤال عندما قرأت تعليقات أغلب الناس على مواقع التواصل الاجتماعي: ماذا فعل هذا الإعلامي حتى يستخسر فيه الناس طلب الرحمة له؟!
وتذكرت أن لا أحد بمنجى من الموت وأنه لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها.

13 سبتمبر 2020

قلم يفكر على الماشي (8)

 

الثقة والغرور

فرقٌ جوهريٌّ بينَ الثقةِ والغرورِ.. هو أنَّ الشخصَ الواثقَ منْ نفسِهِ لا يهتمُّ بإعجابِ الناسِ بهِ، على عكسِ الشخصِ المغرورِ الذي ينصبُّ جُلُّ اهتمامِهِ على لفتِ انتباهِ الناسِ إليهِ بلْ واستجداءِ إعجابِهمْ بهِ، ويكتسِبُ الإنسانُ الثقةَ منْ خلالِ معرفتِهِ بنفسِهِ حقَّ المعرفةِ، وأقصدُ بحقِّ المعرفةِ أنْ يكونَ منصِفًا معَ نفسِهِ منْ دونِ أدنَى مُحاباةٍ لها فيَراها بشفافيةٍ كاملةٍ وكأنَّهُ طرفٌ آخرُ يشاهدُها عنْ قربٍ ليتعرَّف إلى مواطنِ قوَّتِها وضعفِها بنفسِهِ ومن ثَمَّ يستطيعُ غربلةَ آراءِ الناسِ فيهِ ليعلمَ أيُّهمْ مصيبٌ وأيُّهمْ مخطئٌ فيما يَرَى؛ لأنَّهُ على بيِّنةٍ منْ نفسِهِ؛ لذلكَ كلَّما زادَ الوعيُ الذاتيُّ للمرءِ زادتْ ثقتُهُ بنفسِهِ.
أمَّا الغُرورُ فهو حيلةُ الشخصِ غيرِ الواثقِ من نفسِهِ للاستقواءِ، فالشخصُ المغرورُ شخصٌ مخدوعٌ في نفسِهِ لا يراها بشفافيةٍ بلْ يصنعُ لها قوةً منْ خيالِهِ ويسعَى إلى إعجابِ الناسِ بهذِهِ القوةِ الوهميةِ، فتجدُهُ كالبالونِ يكتسبُ حجمَهُ منَ الهواءِ.

قلم يفكر على الماشي (8)

كرم الضيافة

تكادُ تكونُ الفائدةُ الوحيدةُ منْ زيارةِ عائلةٍ تفتقرُ إلَى كرمِ الضيافةِ هي أنْ تلمسَ أسبابَ حثِّ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على إكرامِ الضيفِ لدرجةِ أنْ يقرِنَهُ بالإيمانِ باللهِ حينَ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "منْ كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَهُ"، فالضيفُ غريبٌ تغشاهُ الوحشةُ لولا دفءُ الاستقبالِ الحافلِ، ويمنعُهُ الحياءُ منْ أنْ يطلبَ طعامًا أو شرابًا إذا احتاجَ إليه، فعندما تتركُ البيتَ الذي لا يتمتَّعُ بكرمِ الضيافةِ تزدادُ حرصًا علَى التحلِّي بِهَا بلْ وتتحرَّى أن تقدِّمَها على أكملِ وجهٍ، ولا تسمحُ لنفسِكَ أنْ تتغافلَ عنْهَا.

وكرمُ الضيافةِ يعنِي أنْ يشعرَ الضيفُ بأنَّ البيتَ بيتُهُ، فالبيتُ يكفلُ للإنسانِ الأمنَ والأمانَ بكلِّ مستوياتِهِ بدءًا بالاستقبالِ الحافلِ الذي يؤمِّنُ الضيفَ نفسيًّا ووصولًا إلى تقديمِ كلِّ مَا فِي الإمكانِ منْ طعامٍ وشرابٍ.

قلم يفكر على الماشي (8)

لمزيد من الاطلاع:

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/