ما مدى تأثير وضعيات النوم على صحتك؟
ما مدى تأثير وضعيات النوم على صحتك؟
بقلم: سينثيا فيني
ترجمة: أسماء راغب نوار
النوم أمر ضروري لصحتنا العقلية والجسدية، لذا من المهم للإنسان أن يحصل على قسط كافٍ من الراحة. وتعد الوضعية التي نتخذها عندما نستلقي على الفراش بالليل أحد عناصر النوم التي تؤثر على الصحة، سواء كنا نفضل الاستلقاء على الظهر أو الجنب أو البطن. على الرغم من أن لكل وضعية نوم عيوبًا ومميزات، فإن بعض الوضعيات قد تكون أفضل من غيرها بالنسبة لك، بناء على مشكلاتك الصحية المحددة.
سيُفتتح هذا المقال بشرح العوامل التي تؤثر على وضعية النوم. ثم يتعرض للجوانب الإيجابية والسلبية لوضعيات النوم على الظهر والجنب والبطن، وسيختتم بملخص قصير حول أفضل وضعية لك.
ما العوامل التي تؤثر على وضعية النوم؟
من المرجح أنك تعرف الوضعية التي تود أن تنام عليها. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن هناك عدة عوامل تؤثر على وضعية النوم المفضلة لدينا. على الرغم من أن الكبار، على وجه الخصوص، يفضلون النوم على الجنب، فإنهم كلما تقدموا في السن يصير هذا التفضيل أقوى. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن الجميع يتقلبون أثناء النوم، فإن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 34 عامًا يزداد تقلبهم أكثر من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا، ويفضل الرجال تغيير وضعياتهم أكثر من النساء.
إيجابيات وضعيات النوم المختلفة وسلبياتها
قد لا يُولّى الكثير منا اهتمامًا بوضعيتنا أثناء النوم ونحن في منتصف العشرينيات أو الثلاثينيات، لكن مع التقدم في العمر، قد تتزايد أهمية وضعيتنا في النوم من أجل صحتنا.
إن النوم في وضعية معينة بدلًا من غيرها قد يكون هو الفرق الذي يميز المعاناة من مشكلات مشكلات مثل ارتجاع المريء وآلام الظهر والرقبة أو انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب يتسبب في توقف التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو يزيد أثناء النوم.
إليك إيجابيات وسلبيات كل وضعية من وضعيات النوم الرئيسية وسلبياتها:
النوم على الظهر:
يشير الخبراء إلى أن النوم على الظهر هو أفضل وضعية للصحة بشكل عام لأنها توزع الوزن بالتساوي على كامل الجسم أثناء النوم. وعلى الرغم من ذلك، لا تحظى وضعية النوم هذه بشعبية واسعة: فقط 18٪ من المشاركين في استطلاع أجراه "مجلس النوم الأفضل" أشاروا إلى أنهم ينامون على ظهورهم.
الإيجابيات: قد يجد الأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة وبعض أنواع آلام الظهر أن النوم على ظهورهم يخفف من الآلام لأن هذه الوضعية تضمن بقاء العمود الفقري مستويًا.
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من احتقان الأنف بسبب حساسية أو مرض ما والذين يرفعون الجزء العلوي من أجسامهم راحتهم في النوم على الظهر أكثر من أي وضعية أخرى، إذ إن النوم على الظهر والاضطجاع مستقيمًا بعض الشيء قد يساعد على تفريغ الأنف وفتح المجاري الهوائية.
السلبيات: ومع ذلك لن يفيد النوم على الظهر الجميع على حد سواء. قد يجد الأشخاص الذين يعانون بعض أنواع آلام الظهر أن هذه الوضعية تزيد من حدة الألم. لتجنب ذلك، يمكنك وضع وسادة تحت ركبتيك لتسمح للعمود الفقري بالاحتفاظ بمنحناه الطبيعي. وهذا يخفف الضغط عنه ويقلل من الألم.
يُعتبر النوم على الظهر أسوأ وضعية للذين يشخرون أو يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث يمكن أن يتسبب في سقوط اللسان إلى الوراء في الحلق، مما يعيق المجرى التنفسي ويزيد من حدة الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأشخاص المصابون بارتجاع المريء من زيادة في تكرار النوبات عندما ينامون على ظهورهم.
النوم على الجنب:
وفقًا لاستطلاع مجلس النوم الأفضل، يفضل ثلثا المشاركين النوم على الجنب. ومن حسن الحظ، لهذه الوضعية فوائد متعددة.
الإيجابيات: يمكن أن يفتح النوم على الجنب المجاري الهوائية، مما يساعد على تخفيف الشخير ومشاكل التنفس الأخرى، بما في ذلك انقطاع التنفس أثناء النوم. كما إنها وضعية جيدة لتخفيف آلام أسفل الظهر. إذا كنت تعاني من آلام الظهر أو الفخذ، قد يكون وضع وسادة بين ساقيك في هذه الوضعية مفيدًا للغاية.
كما أن ثمة شواهد وأدلة تشير إلى أن النوم على الجانب الأيسر مع رفع الرأس قد يخفف من ارتجاع المريء، بينما قد يزيد النوم على الجانب الأيمن من ارتجاع المريء. وعلى الجانب الآخر، فإن النوم على الجانب الأيمن هو الوضع المثالي لمن يعانون مشاكل في القلب. على الرغم من أن النوم على الجانب الأيسر قد يؤدي إلى تغيرات في وضعية القلب، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة وصعوبات أخرى، فإن النوم على الجانب الأيمن يحافظ على الوضع الصحيح للقلب في الجسم، مما يقلل من المشاكل المحتملة.
كما يعتبر النوم على الجنب الوضعية المثالية للنساء الحوامل حيث يخفف من ضغط الحمل على الجسم ويحسن من تدفق الدم.
السلبيات: على الرغم من الإيجابيات العديدة للنوم على الجنب، فإنه توجد سلبيات متعددة. يمكن أن يؤدي النوم على الجنب إلى آلام في الكتف، على الرغم من أنه يمكنك تقليل هذه المشكلة عن طريق اختيار وسادة ومرتبة تضمن أن الفخذين والكتفين يعتمدان على أسفل العمود الفقري الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تغير وضعيتك أثناء الليل، فقد يؤدي الضغط الناتج عن البقاء على الجنب لفترة طويلة إلى فقدان الدورة الدموية، مما يسبب شعورًا بالخدر في الأذرع، وهي مشكلة غير مريحة وتعيق النوم.
النوم على البطن:
يعتبر النوم على البطن الوضع الأسوأ. ومن حسن الحظ أن استطلاع مجلس النوم الأفضل وجد أنها الوضعية الأقل شيوعًا، حيث تبين أن 17% فقط من المشاركين هم من يفضلونه.
الإيجابيات: على الرغم من أن النوم على البطن لا يوصى به لأغلب الناس، فقد يكون خيارًا جيدًا لأولئك الذين يرغبون في الحد من الشخير أو تخفيف الحالات الطفيفة من انقطاع التنفس أثناء النوم.
السلبيات: يعتبر النوم على البطن الوضعية الأسوأ لأنها تؤدي إلى أسوأ وضع للجسم. فعندما تنام على البطن، يتعين عليك أن تُدير رأسك ناحية الجنب حتى تستطيع التنفس، مما يؤدي إلى عدم استقامة العمود الفقري. وقد يسبب ذلك آلامًا في الرقبة وأسفل الظهر. كما يؤدي النوم على البطن إلى المزيد من الحركة والتقلب للتمتع بالراحة، مما يؤثر على جودة النوم.
فضلًا عن ذلك، نظرًا لأن الأشخاص النائمين على بطونهم يضغطون وجوههم على الوسائد فمن المرجح أن تعمل على التواء الجلد وانضغاطه مما يجعلهم أكثر عرضة لظهور تجاعيد الوجه. علاوة على ذلك، قد يرتفع ضغط العين الداخلي بشكل كبير عند النوم على البطن، وهو عامل خطر للإصابة بالجلوكوما أو ما يُعرف بالمياه الزرقاء.
ينبغي للآباء تجنب وضع أطفالهم على بطونهم أثناء النوم، حيث أظهرت الدراسات وجود علاقة بين زيادة خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع (SIDS) والنوم على البطن.
المصدر:
https://www.verywellmind.com/sleep-position-and-wellbeing-6951426
لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/journey_to_my_website/
https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/