كيف نساعد أهلنا في غزة؟ - طوفان الأقصى
كما ذكرت في مقال "حكاية طوفان الأقصى" أنني لست كاتبة سياسية، ولا أطمح إلى أن أكونها، غير أنني مصرية عربية مسلمة حتى النخاع فاجأها وأسعدها ما فعلت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 لتحرير فلسطين كلها بإذن الله تعالى، فالمقاومة في اللغة تعني الممانعة وعدم الرضوخ لتغيرات وقوى مفروضة من الخارج، فما أروع المقاومة التي تُشعر الإنسان بالقوة! وما أجل مقاومة الاحتلال الصهيوني!
وعندما أذهلتني أفعال المقاومة رحت أفتش عنها وأبحث عن كيفية نشؤها، ومن بين ما رجعت إليه لقاء الإعلامي أحمد منصور عام 1999 في برنامجه "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة مع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومن طبيعة البرنامج أن يبدأ مع الضيف من مولده ثم يتعرض لما شاهده من حوادث.
ومن بين محاور الحديث مع ياسين، الذي وُلد عام 1936، حرب فلسطين عام 1948 التي كانت تحارب فيها سبعة بلاد عربية (مصر وسوريا والأردن والعراق واليمن ولبنان والمملكة العربية السعودية) نيابة عن الفلسطينيين ومن ثم سحبت أسلحتهم كلها حتى لا تكون هناك قوة أخرى الأمر الذي أفقد الفلسطينيين قواهم الذاتية والاعتماد على أنفسهم وما كان لهم بعد انسحاب الجيوش العربية سوى أنهم أصبحوا عزًّلًا بلا أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم مثلما كانوا قبل 48 إذ كانوا في سجال من المعارك مع الصهاينة ينتصرون مرة وينهزمون أخرى لكن عندما أتت الجيوش العربية فقدوا السلاح والقوة وصاروا معتمدين على هذه الجيوش فإذا انسحبت كانوا مهددين بالخطر وتوجَّب أن ينسحبوا معها.
وقال ياسين: "لو أن الأمة العربية اعتمدت دعم الشعب الفلسطيني وتسليحه لكان غيّر وجه المعركة تمامًا لأنه هو الأدرى ببلده؛ لكن قدر الله وما شاء فعل." أو كما يُقال أهل مكة أدرى بشعابها.
يترأى لي أن الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله – قد وعى الدرس ومن ثم علَّمه تلاميذه عندما أسمع من الناطق العسكري للمقاومة (أبو عبيدة) هذه الأيام يقول: "نحن لا نطالب زعماء وحكام أمتنا العربية بالتحرك للدفاع عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشهم ودباباتهم – لا سمح الله؛ لكن هل وصل بهم الضعف والعجز إلى أنهم لا يستطيعون تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضهم العربية الإسلامية الخالصة رغمًا عن هذا العدو المهزوم المأزوم فهذا ما لا تستطيع المقاومة – وأغلبنا في الواقع- فهمه أو تفسيره!"
إذن فكيف نساعد أهلنا في غزة؟
أرى أن أقل ما يمكن تقديمه للجار الذي في محنة أن نسأله ماذا تريد منا نحن لنقدمه؟ فهم أدرى بشئونهم وما له أولوية من الاحتياجات، المهم أن نكون رهن إشاراتهم على الصعيد الإنساني، كيف يشربون ماء البحر ونحن بجوارهم؟! كيف يبيتون جوعى ونحن بجوارهم؟! كيف تنقصهم الأغطية والملابس ونحن بجوارهم؟! فغزة لها حقان إن لم يكن ثلاثة على المصريين، حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة إذ إن بين مصر وفلسطين أصهارًا وأنسابًا يصعب حصرها.
فهلُمَّ أيتها الشعوب العربية لإغاثة أهلنا الصامدين في فلسطين.
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾ --- سورة البقرة
لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/certainty-is-an-unseen-soldier/
جميل