نوفمبر 14, 2022

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يترجم

المواد الكيميائية لفرد الشعر وسرطان الرحم

أسماء راغب نوار | المواد الكيميائية لفرد الشعر وسرطان الرحم

بقلم: كارلي كاسيلا

ترجمة: أسماء راغب نوار

سرطان الرحم

تتزايد أنواع سرطان الرحم النادرة والخطيرة بسرعة في الولايات المتحدة، خاصة بين ذوات البشرة الملونة، وتشير دراسة جديدة إلى أن أدوات فرد الشعر الكيميائية قد تكون مسؤولة جزئيًا عن ذلك.

تابع باحثون في المعهد الوطني الأمريكي لعلوم الصحة البيئيةNIEHS) )، لما يقرب من 11 عامًا، 33947  امرأة بالغة ذوات أرحام عند التسجيل في الدراسة. وتم رصد 378 حالة إصابة بسرطان الرحم خلال هذه الفترة.

أولئك اللائي استخدمن منتجًا كيميائيًا لفرد الشعر أكثر من أربع مرات في 12 شهرًا قبل المسح كانوا أكثر عرضة بنسبة 155 في المئة للإصابة بسرطان الرحم فيما بعد، مقارنة بأولئك اللائي لم يتخذن علاجًا للتنعيم على الإطلاق.

ولكي نرى الأمر من المنظور الصحيح، فإن أولئك اللائي لم يستخدمن منتجات فرد الشعر مطلقًا لديهن احتمالية للإصابة بسرطان الرحم بمقدار 1.64 في المئة عند بلوغهن السبعين. وتقفز هذه النسبة لتصل إلى 4.05 في المئة بين أولئك اللائي كثيرًا ما يقُمن بفرد شعرهم كيميائيًا – وهي نسبة لا تزال ضئيلة، لكنها تشكل خطرًا يتزايد على نحو ملحوظ.

وفي الوقت نفسه، ليس لصبغات الشعر علاقة بسرطان الرحم.

كتب باحثون في المعهد الوطني الأمريكي لعلوم الصحة البيئية: "تعتبر هذه النتائج أول دليل وبائي على الارتباط بين استخدام منتجات فرد الشعر وسرطان الرحم".

وما يبعث على القلق هو أحدث ما ورد عن نتائج من سلسلة دراسات حديثة حول المواد الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع والتي تعطل جهاز الغدد الصماء؛ وهو مجموعة من النواقل الكيميائية في أجسامنا من شأنها ربط الهرمونات بأعضائها المستهدفة.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة المفرطة في هرمون الإستروجين والبروجسترون قد رُبطت بسرطان الرحم في الماضي، وقد تحاكي العديد من منتجات الشعر هذه الهرمونات الطبيعية وترتبط بمستقبلاتها.

في عام 2018، اكتشف بعض الباحثين مواد كيميائية مسببة لاضطرابات الغدد الصماء في 18 منتجًا من منتجات الشعر تم اختبارها. وفوق ذلك أن 84 في المئة من المواد الكيميائية المحددة لم تكن مدرجة في ملصقات بيان المنتجات. واحتوى 11 منتجًا على مواد كيميائية محظورة بموجب توجيهات الاتحاد الأوروبي لمستحضرات التجميل أو التي ينظمها قانون كاليفورنيا.

واليوم تتطلب اللوائح الفيدرالية في الولايات المتحدة اختبار نشاط مستقبلات هرمون الاستروجين فقط عندما يتعلق الأمر بالمبيدات الحشرية وملوثات مياه الشرب، وتُستبعد منتجات الشعر الأمر الذي قد يلحق ضررًا خطيرًا بالصحة العامة.

في عام 2019، كشفت دراسة ممولة من قبل المعاهد الوطنية للصحة أن صبغة الشعر الدائمة ومواد الفرد الكيماوية ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة بين النساء السود اللواتي يرغبن في تناول هذه العلاجات في كثير من الأحيان.

في عام 2021، أثبتت دراسة لاحقة أن صبغة الشعر الدائمة ومواد الفرد الكيميائية مرتبطة أيضًا بزيادة خطورة الإصابة بسرطان المبيض.

واليوم، يمكن إضافة سرطان الرحم إلى القائمة أيضًا. ولم تحدد الدراسة التي أجريت على هذا النوع الأخير من السرطان فروقات بين مجموعات عرقية وإثنية. لكن الباحثين أشاروا إلى أنه نظرًا لكون النساء السود يستخدمن منتجات فرد الشعر في سن أصغر، وبمعدلات أعلى، ومواد مُركزة بدرجة أعلى، فقد تكون المخاطر أكبر. وقد كشفت إحدى الدراسات أن 89 في المئة من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي صرحن باستخدام مواد كيميائية للفرد أو الكي.

لا يزال الباحثون في المعاهد الوطنية للصحة عاكفين على اكتشاف المواد الكيميائية بمنتجات العناية بالشعر التي يمكن أن تفسر بعينها الآثار المسببة للسرطان والمرتبطة بها، لكن مواد البارابين والفثالات والفورمالديهايد تعتبر من أكبر المشتبه فيها.

كما تمتص فروة الرأس المواد الكيميائية بسهولة، تلك المواد التي قد لا تنفذ عبر مناطق الجلد السميكة، أو تلك التي تحتوي على عدد أقل من بصيلات الشعر، مثل راحة اليد أو البطن. كما يكون من شأن الكي المسطح أو تجفيف الشعر أن يحللا المواد الكيميائية على الشعر بالحرارة، مما يزيد من الطين بلة فتتضاعف الخطورة.

وكتب بعض الباحثين: "لقد لاحظنا ارتباطًا قويًّا بين استخدام النساء مواد فرد الشعر وانخفاض النشاط البدني لديهن ".

"نظرًا لارتباط النشاط البدني للنساء بانخفاض الهرمونات التناسلية وقلة الالتهاب المزمن، فإن ذوات النشاط البدني العالي يجعلهن أقل عرضة لمخاطر سرطان الرحم. ومع ذلك، فهناك ما يبرر إجراء مزيد من الدراسات لفهم العلاقة المتبادلة بين النشاط البدني ومنتجات الشعر وسرطان الرحم ".

والجدير بالذكر أن ما يقرب من نصف جميع النساء في الولايات المتحدة يستخدمن صبغة شعر دائمة في مرحلة ما، ويستعن بعلاجات الكيراتين لتنعيم الشعر فضلًا عن المنتجات البرازيلية التي اجتاحت العالم والتي يزداد انتشارها.

إن مصففي الشعر وعملاءهم أولى الناس بمعرفة ما تفعله هذه المنتجات بصحة النساء.

نُشرت الدراسة في مجلة المعهد الوطني للسرطان.

المصدر:

https://www.sciencealert.com/chemical-hair-straighteners-linked-to-uterine-cancer-scientists-warn

لمزيد من الاطلاع:

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/