حتمًا سوف تتحرر فلسطين
حتمًا سوف تتحرر فلسطين
نشرتُ مقال "يحيا الـسـنوار بعدما أحيا فينا المـقـاومة" في إحدى المجموعات على موقع فيسبوك فعلق عليه شخص أراه يقوم بدور اليـهـودي الوظيفي.
وإليك يا قارئي العزيز ما دار بيننا من حوارٍ بالنص:
اليهودي الوظيفي: اللهم لك الحمد والشكر على موته (السنوار) على يد الدولة العظمى إسرائيل.
أنا: ما ضرره بالنسبة لك؟
اليهودي الوظيفي: وما نفعه بالنسبة لكم؟
أنا: مقاومة الاحتلال شرفٌ لنا.
اليهودي الوظيفي: مقاومة الاحتلال لا تعنينا.
أنا: مؤكد أنك لا تكتوي بناره.
اليهودي الوظيفي: ولا جنة لي بغزتكم.
أنا: ماذا أقول لشخص يصف إسرائيل بالعظمى؟! إسرائيل في العد التنازلي. (سخر اليهودي بوضع إيموجي ضحك على ردي).
اليهودي الوظيفي: إنها في منظوركم المريض.
أنا: الأيام كواشف، هل أنت إسرائيلي؟
اليهودي الوظيفي: لست إسرائيليًّا ولست احتاج إلى بطل من ورق لأعلم إنني مسلم.
أنا: هل ترى لإسرائيل شرعية في وجودها على أرض فلسطين؟
اليهودي الوظيفي: نعم، بدليل من كتاب الله.
أنا: ما الدليل من القرآن؟
اليهودي الوظيفي: قال تعالى في سورة المائدة: " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿21﴾" وفي ذكر كتب بالقرآن فسرت بفرض أن أوجب وهذا ما يدل على أن الأرض المقدسة لليهود وليست للمسلمين، وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما ذهب إلى فلسطين لم يذهب إليها محاربا، بل أتاها فاتحاً والفتح هو نشر الإسلام في الأرض التي لم تفطن إليه وعاد فسأله أحد الفاتحين معه لمَ لم تخرج اليهود منها؟ فتلى عليه الآية بسورة المائدة ثم قال: نحن اهل كتاب جمعاً فإن كنا نريد اصلاحاً فسنصلح بالحلم لا بالسيف وإنما نحن فاتحون ولا يجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
أنا: رددت بتفسير الشيخ الشعراوي- رحمه الله- للآية (21) من سورة المائدة في مقطع فيديو، والذي يقول فيه:
ما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة التشريعية؟
لو كانت المسألة إرادة كونية، فكان لا بد ألا يحدث خلل أبدًا وألا يعتدي أحد على أحد. وما الفرق بين الكوني والتشريعي؟ إن الكوني يقع لأنه لا معارض في الأمور القهرية، فالحق يريد لعبدٍ أن يكون طويل القامة، فتلك إرادة كونية تحدث ولا دخل للعبد بها. ولكن إن أراد الحق أن تكون طائعا مصليا، فتلك إرادة تشريعية. والإرادة تكون تشريعية فيما إذا كان للمريد اختيار، يصح أن يفعلها ويصح ألا يفعلها؛ لكن الإرادة الكونية هي فيما لا إرادة للإنسان فيه والذي يقع على رغم أنف الإنسان.
والله سبحانه وتعالى يريد الحرم آمنًا. وتلك إرادة تشريعية لأنه حدث أن أُهيج فيه أناس ولم يأمنوا. ولو كانت إرادة كونية لما حدثت أبدًا. لذلك فهي إرادة تشريعية، فإن أطعنا ربنا جعلنا الحرم آمنا، وإن لم نطعه فالذي لا يطيع يُهيجُ فيه الناس ويفزعهم ويخيفهم. فمراد الله عزٌ ومطلوبه شرعًا "أن يكون الحرم آمنًا."
ما تفسير الشعراوي لـ (ادخلوا الأرض المقدسة)؟
"ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ" فهل هذه الأرض المقدسة كتبها الله لهم كتابة كونية أو كتابة تشريعية؟ إن كانت كتابة كونية لكان من اللازم أن يدخلوها، ولكنه قال: "فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ": المائدة: 26
إذن هي إرادة تشريعية وليست إرادة كونية. فإن أطاعوا أمر الله وتشجعوا ودخلوا الأرض المقدسة فإنهم يأخذونها، وإن لم يطيعوه فهي محرمة عليهم. إذن فلا تناقض بين أن يقول سبحانه: إنه كتبها لهم، ثم قوله من بعد ذلك: إنها محرمة عليهم، لقد كتبها سبحانه كتابة تشريعية. فإن دخلوها بشجاعة ولم يخافوا ممن فيها واستبسلوا ووثقوا أن وراءهم إلهًا قويًا سيساندهم؛ فإنهم سيدخلونها، أما إن لم يفعلوا ذلك فهي محرمة عليهم.
من اليهودي الوظيفي؟
أنا: وضعت رابط مقطع فيديو للدكتور عبدالوهاب المسيري - منذ أكثر من 30عامًا – يوضح فيه معنى اليهودي الوظيفي قائلًا: "من الآن فصاعدًا سيأتي رجل يحمل حقيبة سامسونايت لا علاقة له بنجمة داود، وهو فقط بحاجة إلى التجارة، بل أستطيع أن أقول أكثر من ذلك: سيأتي يهود ليسوا بــــ يهود وسيكونون مسلمين لكنهم يلعبون دور اليـــهــودي وسيمثلون إســرائـيل خير تمثيل. سيأتي اليــهـودي الجديد الذي يُطلق عليه "اليــهــودي الوظيفي" وسيصلي معنا العشاء، وهذه مشكلة كبرى، لأنه سيقوم بالوظيفة التي كان يقوم بها الجنرال الإســرائيلي أو التاجر الصـــهــيوني".
وانتهى الحوار بأن علقت بروابط مقاطع الفيديو فلم يرد عليها.
وما أدهشني أنه قد جاء ذلك اليوم الذي نرى فيه "اليــــهــــودي الوظيفي" على أرض الواقع بعدما تنبأ به الدكتور المسيري رحمه الله.
وما إن حدث ذلك حتى أخذت لقطات الشاشة (screenshots) التي تتضمن الحوار وعلقت بكلام دكتور المسيري ونشرت المحتوى على موقعي فيسبوك ولينكدإن لينتبه النائمون في شعوبنا العربية، لكنني فوجئت بتقييد حسابي على لينكيدإن في الوقت الذي اكتفى فيسبوك بتقييد خاصية التعليق على الإطلاق سواء على صفحتي أو أخرى، ولما راسلت الدعم الفني لموقع لينكيدإن أخبرني أن القرار نهائي ولا مجال للنقاش.
مما لا شك فيه أنني حزنت بتقييد حسابي إذ أنشأته قبل ما يربو على 12 عامًا وأنه يحتوي تاريخي المهني، وكان من الحسابات التي تتمتع بامتيازات، وكنت أنشر عليه مقالاتي ولي عليه متابعون كُثر أعتز بآرائهم فيما أكتب. لكنني انتهيت إلى الإيمان والقول المُريحين للنفس: قدر الله وما شاء فعل، وعندها تأملت ما حدث وقلت من الواضح أن أفعال الاحتلال الصهيوني الوحشية انكشفت للعالم بأسره بوسائل ابتكرها صهاينة، فيا للعجب! فقد بينوا للعالم بأنفسهم مدى وحشيتهم وإجرامهم لذلك فهم يعيشون الآن في حالة تخبط غالبًا ما تنتاب المهزوم، فيقيدون الحسابات لأتفه الأسباب؛ لكن هل ستمنع القيود ظهور الحقيقة؟ كلا وألف كلا فنحن في عام 2024 حيث وسائل التكنولوجيا في الاتصال لا حصر لها، فرأى العالم كله مجزرة المواصي ومجزرة مستشفى المعمداني وغيرهما على الهواء مباشرة في حين طُمست مجازر لا تقل بشاعة عن المواصي والمعمداني عند قيام دولة الاحتلال عام 1948 مثل مجزرة دير ياسين والطنطورة وغيرهما. فزمن التعتيم قد تولى وحتمًا سوف تتحرر فلسطين في القريب العاجل بإذن الله عندما تفيق الشعوب العربية من حب الدنيا وكراهة الموت، فأي محبة تستحقها الدنيا والإنسان فيها عاجز ومقهور ولا يملك قراره؟! فالإنسان يعني إرادة إذا سُلبت منه صار كالدواب.
لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/certainty-is-an-unseen-soldier/
https://asmaanawar.com/how-do-we-help-our-people-in-gaza/
https://asmaanawar.pse.is/6lcrqb
https://asmaanawar.com/al-aqsa-flood/