نصائح للتواصل مع ابنك المراهق
بقلم: راشيل إمك
ترجمة: أسماء راغب نوار
تشبه مرحلة المراهقة لدى الإنسان مرحلة بلوغه سنَّ السنتين المزعجةَ إلى حدٍّ كبير؛ فخلال المرحلتين يسلك أولادنا سلوكًا جديدًا ومثيرًا. كما يتجاوزون الحدود وتنتابهم نوباتٌ من الغضب. كما أن مطلب النمو الرئيسي لكلتا الفئتين العمريَّتين واحد؛ فلا بد من أن يبتعد الأولاد عن آبائهم ويشرعوا في تأكيد استقلالهم. فلا عجب إذا تصرفوا أحيانًا من منطلق اعتقادهم بأنهم مركز الكون.
ومن شأن ذلك أن يزيد أمر التربية تعقيدًا؛ خاصة لأن المراهقين في طريقهم لاتخاذ قرارات بشأن أمور تترتب عليها تبعات مثل: المدرسة والأصدقاء وقيادة السيارة ناهيك عن تعاطى المخدرات وممارسة الجنس. ولأن المراهقين لا يجيدون ضبط انفعالاتهم، فهم عرضة للمخاطرة واتخاذ قرارات متهورة.
ومعنى ذلك أن إقامة علاقة صحية مبنية على الثقة بين الأب/ الأم والابن أثناء فترة المراهقة أمرٌ بالغ الأهمية فوق أي مرحلة أخرى. ومع ذلك فإن مصاحبة المراهق ليست بالأمر اليسير. فغالبًا ما يبدو المراهقون غير مهذبين عندما يرفضون ما يعتقدون أنه تدخل من الأبوين. وعلى الرغم من أنهم يبدون كتابًا مفتوحًا مع أصدقائهم الذين لا يكفون عن الحديث معهم من خلال الرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي فإنهم يلتزمون الصمت عندما تسألهم أمهاتهم عما عرض لهم في يومهم. وتجد أن الطلب الذي يبدو معقولًا من الأب يُقابَل منهم بنفورٍ شديد.
إذا راق لك هذا الكلام، فخذ نفسًا عميقًا وذكِّر نفسك بأن ابنك يمر بمرحلة المراهقة المزعجة. إنها مرحلة ستمر لا محالة، لكن وظيفتك كأب أو أم لا تزال مهمة للغاية، ولا يكاد يتغير سوى الدور الذي تنهض به.
إليك بعض النصائح التي تُعينك على مواجهة تلك المستجدات:
- أنصت: إذا كان لديك فضول عما يجري في حياة ابنك المراهق، فالأسئلة المباشرة لن يكون لها فاعلية الجلوس معه والاستماع إليه. فمن الراجح أن يكون الأبناء أكثر انفتاحًا مع والديهم إذا لم يشعروا بالحرج عند التحدث عن أحوالهم. تذكر أن أي تعليق ارتجالي عن شيء حدث على مدى اليوم يعتبر نوعًا من التواصل والمصاحبة، فمن الراجح أن تسمع المزيد إذا أبديت اهتمامًا لا تطفلًا.
- آزر مشاعره: غالبًا ما نود حل مشكلات أولادنا والتخفيف من إحباطاتهم. لكن أن تقول شيئًا مثل: "لم تكن مناسبة لك على أي حال" بعد خيبة أمل عاطفية قد يمر بها ابنك المراهق، ربما يعتبره نوعًا من الاستخفاف. فبدلًا من ذلك بيِّن له أنك تتفهم الأمر وتتعاطف معه بأن ترد مثلًا: "كان الله في عونك، يا له من أمر صعب!".
- أظهر الثقة: يود المراهق لو يُعامَلُ معاملة جادة، خاصة من والديه. ولتبحث عن أساليب لتبين لابنك المراهق أنك تثق فيه وتعتمد عليه. ولتطلب منه خدمة تبين أنك تعتمد عليه. التطوع مزية تبين أنك ترى أنه يستطيع التعامل مع تولي المهام. وإحساس ابنك أنك تؤمن بقدراته سيعزز ثقته ويزيد من احتمالية ارتقائه إلى مستوى الحدث.
- لا تكن ديكتاتوريًا: لا يزال بإمكانك إرساء القواعد، لكن لتكن على استعداد لشرحها. فعلى الرغم من أن تجاوز الحدود أمرٌ طبيعي لدى المراهقين فإن تقديم شرح وافٍ عن أسباب عدم السماح بالسهر لوقت متأخر خارج المنزل سيجعل القاعدة أكثر منطقية.
- امتدح: يغلب على الوالدين مدح أولادهم أكثر وهم صغار، لكن المراهقين بحاجة إلى دعم الاعتداد بالنفس بالقدر نفسه. قد يتصرف المراهق بشكل يبدو وكأنه لا يعبأ برأي والديه، لكنه في الواقع لا يزال يترقب استحسانك. ويعد البحث عن أي فرصة تثبت أنك إيجابي ومشجع لابنك المراهق مفيدًا لعلاقتكما، خاصة إذا كان هناك ثمة توتر.
- تحكم في انفعالاتك: من السهل أن تَسْتَشِيطَ غضبًا عندما يكون ابنك المراهق وقحًا، لكن لا ترد بنفس الطريقة. تذكر أنك أنت العاقل الرشيد وهو الأقل قدرة على التحكم في انفعالاته أو التفكير على نحوٍ منطقي عند الغضب. عُدَّ إلى عشرة، أو خذ نفسًا عميقًا قبل الرد. إذا كان كلاكما منزعجًا ولا تستطيعان التحدث بهدوء، فلتتمهمل حتى تأخذ وقتك وتهدأ.
- لتشارك في العمل: الكلام ليس الوسيلة الوحيدة للتواصل، إنه لمن الرائع خلال تلك السنوات أن تقضي وقتًا مع ابنك المراهق لفعل شيء كلاكما يستمتع به؛ سواء كان طهي وجبة، أو الخروج في نزهة، أو الذهاب للسينما بدون التحدث عن أي شيء شخصي. من الضروري للأبناء أن يلمسوا أنهم من الممكن أن يكونوا قريبين من والديهم ويُحدِّثوهم عن خبراتهم المضيئة دون اضطرار للقلق من مباغتتهم بأسئلة متطفلة أو توبيخهم على مسلكٍ.
- شارك في تناول الطعام بانتظام: إن الجلوس لتناول الطعام مع أولادك في جو يغشاه دفء الأسرة طريقة أخرى فعالة للقُرب، فأحاديث الغداء تمنح كل فرد من أفراد الأسرة فرصة للتحدُّث على السجية عن الرياضة أو التلفزيون أو السياسة. فالأولاد الذين يتحدثون بتلقائية مع والديهم عن الأحداث اليومية يغلب عليهم أن يكونوا أكثر انفتاحًا للتحدث عما تطرأ عليهم من صعوبات. مطلب واحد: لا يسمح باستخدام التليفون.
- لاحظ وانتبه: من الطبيعي أن تطرأ على الأولاد بعض التغييرات كلما نضجوا؛ لكن انتبه إذا لاحظت أن التغييرات تطرأ على مزاج ابنك، أو سلوكه، أو مستوى طاقته وهمته، أو شهيته. ولتنتبه أيضًا إذا أصبح لا يرغب في القيام بالأمور التي من عادته أن يسعد بها، وكذلك إذا أصبح يميل إلى العزلة. إذا لاحظت تغيُّرًا في همة ابنك المراهق ونشاطه اليومي فاسأله عن أسباب ذلك وسانده دون أن تُصدر أحكامًا عليه. فربما احتاج إلى مساعدتك، أو كان التغيير الذي لاحظته عليه دلالة على أنه بحاجة إلى التحدث مع اختصاصي في الصحة النفسية.
المصدر:
https://childmind.org/article/tips-communicating-with-teen/
لمزيد من الاطلاع: