نوفمبر 25, 2022

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يفكر

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

أسماء راغب نوار | هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

عندما طلبت إلى الساعي في العمل ذات يوم أن يحضر لي مذكرة داخلية من إدارة أخرى رد علي بحدة وقال: "حاضر!". ولما أعدت عليه الطلب بعد ساعة رد عليَّ وقال: "حاضر!" أيضًا لكن بنبرة أكثر حدة أدهشت من كان شاهدًا على الموقف من الزملاء وأدهشتني قبلهم. لكن ما كان مني سوى السكوت والتفكير في دواعي رد فعله هذا على الرغم من قلة طلباتي منه لأنني أفضل قضاء أغلب حوائجي بنفسي كنوع من التريض أحيانًا. وكنوعٍ من التسريع لقضاء أموري بدلًا من انتظار فراغه أحيانًا أخرى، ودارت في عقلي هذه المناظرة:

فقلت في نفسي أليس بإمكاني لفت نظره بطريقة حادة أو حتى توبيخه أو أن أشكوه لمديره على الأقل. فرد علي الطرف الآخر من المناظرة وقال في عقلي: أليس من حقه التضجر من كثرة طلبات الموظفين. فمنهم من لا يكتفي بإعداده للمشروبات وتلبيته للطلبات الخارجية بل يطلب منه مناولته حتى الورق المطبوع من فوق الطابعة في الوقت الذي لا تتجاوز المسافة بينه وبين الطابعة أمتارًا معدودة!

فانتهيت بعد هذه المناظرة إلى أن أسامحه وألتمس له العذر، فنسيت ما حدث بكل معنى الكلمة، حتى فوجئت به يأتيني على استحياء ويقول لي نصًّا: "أرجو أن تتقبلي اعتذاري على اللي صدر مني"، فقلت له: "حصل خير. أكيد لا تقصد، فضغوط العمل تقلل احتمالنا".

تأملت اعتذاره الذي لمست فيه الصدق وقلت في نفسي: "فعلًا.. هل جزاء الإحسان إلا إلاحسان؟!"، فقد أحسنتُ إليه بالعفو فأحسن إلي بالاعتذار.

لمزيد من الاطلاع:

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/