أبي اسمه محمد

لا تغيب عن بالي أبدًا نظرة عتاب أبي – رحمه الله – وأنا جالسة بجواره فور انتهاء أخر زيارة له لمدرستي قبيل وفاته، فقد عاتبني فور استقلالنا سيارته قائلًا: "خلاص أغفلتم كلكم محمد"  بعدما سمع أن المعلمين والطلاب ينادونني بأسماء راغب، وقد أخبرني إخوتي أنهم واجهوا العتاب نفسه في مواقف مشابهة، فأسفت لعتابه لكنني رحت أقول في نفسي: كيف لأبي أن يعاتبني على ما لا ذنب لي فيه، فمنذ نعومة أظفاري وأنا لا أسمع أحدًا يدعوه بـ "محمد" سوى أمي وأمه فضلًا عن أنني كنت ألاحظ أنه لا يوقع إلا باسم راغب نوار فأنَّى لي أن أتلافى شهرته وأنا ابنته؟!

ولكنني أظنه قد استشعر - على الأرجح - دنُوَّ أجله فأعد نفسه للقاء ربه زاهدًا في المجد والشهرة قانعًا باسمه الذي سُمِّي به فقط، لا بالذي ذاع به اسمه على الألسن، أو أنه أراد لي أن أتذكر دومًا أن محمدًا هو اسمه.

أكتب هذه الكلمات في ذكرى وفاة أبي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

وراء كل نجاح مبهر شعور مرهف

تسمّرت عيناي على صور للفنانة فيروز في السابعة والثمانين وهي تمسك بيد ابنها المعاق (لا يتكلم ولا يسمع ولا يمشي) الذي تجاوز الستين وكأنه طفلٌ بحاجة ماسة إلى رعاية أمه، ذلك الاحتياج الذي يعطي الأم عمرًا إلى عمرها حتى تنهض بدورها، فقد أوحت الصورة بصدق أمومتها على نحوٍ مثير لأسمى المشاعر؛ مما يثبت أن وراء كل نجاحٍ مبهر شعورًا مرهفًا.

أليس العرب أولى بالأرقام العربية؟!

عندما ذهبت إلى أحد المصالح الحكومية لاستخراج نسخة طبق الأصل من مستند طلبت مني الموظفة أن أذهب إلى إدارة الميكروفيلم لمعرفة رقمه، وأعطتني موظفة الميكروفيلم رقمه بالفعل لكنها كتبته بالأرقام الهندية هكذا: ٢٧٢٦ ولما ذهبت إلى الموظفة المعنية تشككت في رقم ٦ وتصورت أنه رقم ١ ووجهتني إلى الرجوع إليها للتأكد فوددت لو أصرخ بأعلى صوتي في المكان لماذا لا نستعمل الأرقام العربية بما لا يدع رسمها مجالا للشك ليُكتب رقم المستند هكذا: 2726، أليس العرب أولى بالأرقام العربية؟!

لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/journey_to_my_website/
https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/