مايو 19, 2023

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يفكر

بارقة أمل في ظل الإحباط

أسماء راغب نوار | بارقة أمل في ظل الإحباط

استعارت ابنةُ أختي "نوران" ابنةُ الثامنةِ أحدَ أقلامي كعادةِ أولادِ إخوتي كلهِم الذين يفضلونَ أقلامي على أقلامهِم بل وأشيائي كلهَا، وأحيانًا ما أضيقُ، في الواقع، بهذا التفضيلِ خاصةً إذا طلبوا استعارةَ شيءٍ وأنا مُجهدةٌ أو أغالبُ النُعاسَ؛ فأسارعُ إلى تلبية طلباتهِم مقابلَ أن يتروكني لحالي، وهذا ما حدثَ مع نوران هذه المرةَ إذ طلبتْ مني قلمًا وأنا نصفُ نائمةٍ من التعبِ والإجهادِ فأعطيتُها إياه ونمتُ حتى استيقظتُ على خطابٍ من نوران تشكرني فيه على القلمِ، فأدهشني خطهُا العربي الواضحُ الأنيقُ وأسلوبُها المباشرُ، وسعدتُ بما يحمله الخطابُ من مشاعرَ طفوليةٍ صادقةٍ تلمَسُ قلبي وبها أستبشرُ.

لكن من ناحيةٍ أخرى أيقظَ الخطابُ أملًا دفينًا بداخلي يكتنفه الإحباطُ من حال اللغةِ العربيةِ في زماننا هذا بين الأطفالِ الصغارِ الذين خضعَ آباؤهُم لإغراءات سماسرةِ التعليمِ في العالمِ العربي لصالحِ اللغةِ الأجنبيةِ وعلى حسابِ اللغةِ الأمِ لغةِ القرآنِ الكريمِ، فأمسى أغلبُ الأطفالِ والشبابِ العربِ اليومَ مذبذبين بين اللغةِ الأجنبيةِ واللغةِ الأمِ فلا يتقنون أيًّا منهما على أصولِها. وكما يقولُ العلماءُ: "لن يكتسبَ الطفلُ اللغةَ الأجنبيةَ على نحوٍ سليمٍ إلا إذا أتقنَ لغتَه الأمَ".

كلُ هذا في الوقتِ الذي تُشنُ فيه حروبٌ شعواء على العربيةِ بدءًا بتشويه صورتهِا في أذهانِ الأطفالِ ومرورًا بالسخريةِ من استخدامهِا وانتهاءً بالعجزِ عن صياغِة جملٍ سليمةٍ ذاتِ معنًى. فقد قيلَ: لتهدمَ أي حضارةٍ فأبدأ بلغتهِا.

فشكرًا جزيلًا لكل أمٍ وأبٍ يحرصان على تعليمِ أطفالهِم اللغةَ العربيةَ في هذا الزمانِ،
وشكرًا جزيلًا لكلِ معلمٍ يقومُ بدورِه كما ينبغي فيُخرجُ المتعلمين من الظلماتِ إلى النورِ.

لمزيد من الاطلاع:
https://asmaanawar.com/journey_to_my_website/

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/