نوفمبر 28, 2021

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يفكر

الشفقة والتعاطف - من المعاني المعضلة

أسماء راغب نوار | الشفقة والتعاطف - من المعاني المعضلة

من الكلمات المعضلة عند ترجمتها إلى العربية، بالنسبة لي على الأقل، كلمة (Empathy) التي دائمًا ما أراها تُترجم بـ "التقمص الوجداني"؛ ذلك المصطلح الذي طالما تحفظت عليه؛ إذ ألمس فيه تصنعًا وتكلفًا بعيدًا عن معنى الكلمة الوارد في المعاجم الإنجليزية إذ يرد في أغلبها أنه يعني: مشاطرة شخص أحاسيسه ومشاعره وما يمر به من تجارب، متخيلًا ماذا عساه أن يفعل إذا كان في مكانه.

كان معنى كلمة (Empathy)، المستحدثة في اللغة الإنجليزية إذ ظهرت أول ما ظهرت عام 1909، يستوقفني ويثير إعجابي بما يحتويه من معاني إنسانية رفيعة، وكنت شبه متيقنة من أن ثمة مقابل لهذه الكلمة باللغة العربية غير التقمص الوجداني؛ وذلك نظرًا لغنى اللغة العربية الذي لا يضاهيه غنى بين اللغات كلها، فرحت أناقش بعضًا من زملائي المترجمين وأستعين بخبراتهم، وكان رأي الغالبية أن نترجمها التعاطف؛ لكن ماذا لو ورد في نصٍ واحد بل وفقرة واحدة كلمتا (Sympathy) التي درجنا على ترجمتها بالتعاطف، و (Empathy)؟

ولما أمعنت البحث وجدت أن اللبس بين الكلمتين قائم عند أصحاب اللغة الإنجليزية أنفسهم إلى أن قرأت بحثًا يفيد بالفرق بينهما والذي يمكن اختزاله في أنه عندما ترى على سبيل المثال عجوزًا بلا مأوى وبالي الثياب تنتابك مشاعر شفقة أو ما يعني باللغة الإنجليزية (Sympathy)؛ لكن إذا انسقت وراء مشاعر الشفقة هذه وقررت أن تقدم شيئًا بجوارحك لتساعد هذا العجوز فهذا هو التعاطف أو ما يعني بالإنجليزية (Empathy).

وإنني أستند عند ترجمة هذه الكلمة المُعضلة (Empathy) بالتعاطف على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فالتعاطف هنا يوحي بدور للجوارح وليس الاكتفاء بالشعور والمشاطرة.

لمزيد من الاطلاع:

https://asmaanawar.com/asmaa_blocks/