أكتوبر 28, 2024

|

بواسطة: asmaa

|

Categories: قلم يقرأ

انقسام الإسلام إلى مذاهب وفرق

أسماء راغب نوار | انقسام الإسلام إلى مذاهب وفرق


انقسام الإسلام إلى مذاهب وفرق

الخوارج والإباضية والشيعة والإمامية والزيدية

قبيل الانقسام:

كانت العقيدة الإسلامية مستقرة في قلوب المسلمين في صفاء ويسر واعتزاز وإيمان حينها انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى مرددًا قول الله تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم الإسلام دينا﴾، المائدة: (3) وبموته عليه السلام حاولت الفتنة أن تطل برأسها في صورة خلاف على الزعامة، واتخذ الخلاف صورة جدية أول الأمر بين المهاجرين والأنصار، ولكن سماحة هذا الدين وعمق جذوره في قلوب المؤمنين والبعد عن المطامع الذاتية، كل أولئك قد ساعد على وأد الخلاف حينما اعترف المهاجرون بفضل الأنصار، ورددوا رأى رسول الله حين يقوم زعيم الأنصار سعد ابن عبادة ويقول عن رضى وإيمان موجها خطابه للمهاجرين: نحن الوزراء وأنتم الأمراء، وتنطفئ الفتنة التي أوشكت أن تندلع بأيسر ما يتصور العقل المفكر برضى الأنصار بأن تكون الإمارة في المهاجرين.

وأما في صفوف المهاجرين فإنا نلمس الإيثار في البيعة والاختيار، فهذا عمر بن الخطاب العظيم يتلفت إلى أبي عبيدة يقول له: ابسط يدك أبايعك فأنت أمين هذه الأمة على لسان رسول الله، فلا يستبشر أبو عبيدة ولا يرحب ببيعة عمر له ولا يتحمس لأخطر منصب عرفه الإسلام بعد الرسالة، ويعرض أبو عبيدة عن عمر وعن المنصب الذي يبايعه عليه، منصب خليفة رسول الله، وإنما يقول له في حزم وإيمان ورضى: أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين؟ فيقتنع عمر ويذهب إلى أبي بكر قائلًا: ابسط يدك أبايعك، أنت أفضل منى، فيقول أبو بكر: أنت أقوى مني، ويكرر ذلك، ولكن عمر السمح سماحة أبي عبيدة يقول: إن قوتي لك مع فضلك. وتتم البيعة لأبي بكر خليفة للرسول العظيم.

وتقابل بيعة أبي بكر بالرضى من المهاجرين والأنصار على السواء، حتى إن أحد زعماء الأنصار، ولعله سعد بن عبادة، يقول في مقام تعظيم أبي بكر عند البيعة. نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. وإذا كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قد استأنى في بيعة أبي بكر بعض الوقت فإنه ما لبث أن بايعه راضيًا كل الرضى، فليس من شك في أن عليًّا كان يحب أبا بكر ويجله ويضعه في مكانه من الإكبار والتقدير.

فإذا مات أبو بكر لا يلبث المسلمون جميعًا أن يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخليفة العظيم عمر بن الخطاب، ومن بينهم علي، وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول: أعوذ بالله من مشكلة ليس فيها أبو الحسن (وهي كنية الإمام علي).

ويظل أمر المسلمين هادئًا حتى يحدث الشقاق إزاء سياسة عثمان بن عفان الخليفة الثالث، وتنتهى الأمور بمأساة قتله وهو يتلو كتاب الله، فبايع أكثر المسلمين على بن أبي طالب الخليفة الرابع أميرًا للمؤمنين، ولكن شبح الأطماع الشخصية وبقايا العصبية القبلية تطل برأسها لأول مرة فى الإسلام، فينقسم المسلمون إلى قسمين أو حزبين: حزب ينتصر لعلي وحزب ينتصر لمعاوية، أو بالأحرى حزب يتشيع لعلي وحزب يتشيع لمعاوية، وبمرور الزمن أصبحت لفظة التشيع عنوانًا ودلالة لأنصار علي وأبنائه وأحفاده من بعده، وكانت الشيعة في أول أمرها رأيًا سياسيًا ليس أكثر، كما كانت دعوة الأمويين للخلافة وحصرها فى معاوية رأيًا سياسيًا أيضًا، ويستشرى الخلاف بين أنصار علي وأنصار معاوية، ويجرى التحكيم المعروف الذي كان بطلاه أبا موسى الأشعرى وعمرو بن العاص، فلا يرضى به جناح من حزب علي فيخرجون عليه ويكونون حزبًا ثالثًا يعرف ( بالخوارج ).

وإذن فقد كانت الفرق الإسلامية عند نشأتها أحزابًا سياسية وليست فرقًا دينية، والاختلاف بينها لم يكن اختلافًا في صلب العقيدة الإسلامية، وإنها كان خلافًا في الرأي حول طريقة الحكم واختيار الحاكم، ثم انقسمت كل فرقة إلى عدة فرق، ففي الشيعة بدأنا نسمع عن الزيدية، والإسماعيلية، والاثني عشرية، والكيسانية والمختارية، والكربية، والهاشمية، والمنصورية، والخطابية، وغيرها، وفيهم الغلاة، والرافضة، والخارجون على التوحيد، أولئك ألّهوا علي بن أبي طالب، كما أن فيهم أصحاب العقيدة السليمة والفكرة الصائبة.

وكما انقسمت الشيعة إلى فرق عديدة، فإن الخوارج انقسموا بدورهم إلى فرق كثيرة، منها الأزارقة، والصفرية، والإباضية، والعجاردة، والثعالبة، وغيرها، وكل فرقة من هؤلاء كانت تنقسم إلى فرق أخرى كثيرة، وسبب كل ذلك على الأغلب خلافات سياسية نشأت عن اختلاف الرأي إزاء الحكم أو الحرب.

ومع مضي الزمن تنشأ فرق أخرى في الإسلام كالمعتزلة والأشاعرة، وتتأجج الخصومة بين كل هذه الفرق، ويظل أهل السنة أقربهم إلى الحيدة وإلى فهم عقيدة الإسلام في غير ما عصبية أو تعسف، فما هي هذه الفرق؟ وما أهمها؟ وكيف نشأت؟ وما محور عقيدة كل فرقة منها؟ وهل من سبيل إلى تجميع الكلمة ولمّ الشمل ورأب الصدع وتوحيد الرأي وجمع الشتيت؟ هذا ما نرجوه مخلصين.

 

الخوارج

نشأتهم: 

بدأت الفُرقة تدب بين المسلمين حين اقترح معاوية بن أبى سفيان على علي بن أبى طالب إبان وقعة صفين 37هـ (657 م) أن يحتكما إلى حكمين يعتمدان في حكمهما على كتاب الله حسمًا للخلاف الذي أدى إلى مقتل عثمان، فلما قبل علي التحكيم وكان من أمره ما كان مما أطلق عليه بعض المؤرخين خداع عمرو بن العاص لأبى موسى الأشعرى، قال بعض المتمردين - وكان معظمهم من قبيلة تميم - لا حكم إلا الله، فلما سمع علي ذلك قال قولته المشهورة: "كلمة حق يُراد بها باطل، وإنما مذهبهم ألاّ يكون أمير، ولابد من أمير، برًّا كان أو فاجرًا".

ثم تجمع هؤلاء الخارجون واتجهوا نحو (حروراء) غير بعيد عن الكوفة، فتابعهم علي يبغى صلاحهم، ووقف بينهم وخطبهم متوكئًا على قوسه قائلًا: "أنشدكم الله، هل علمتم أحدًا كان أكره للحكومة مني؟" قالوا: اللهم لا. قال: "أفعلمتم أنكم أكرهتموني عليها حتى قبلتها؟" قالوا: اللهم نعم. قال: "فعلام خالفتموني ونابذتموني؟" قالوا: إنا أتينا ذنبًا عظيمًا فتبنا إلى الله منه". 

وعاد الخارجون في صحبة علي كرم الله وجهه إلى الكوفة، ثم ما لبثوا أن عاودتهم فكرة الخروج ظنًّا منهم أن عليًّا قد رجع عن الحكومة، فأرسل إليهم ابن عباس لكي يتفادى المسلمون الفتنة، ولكنهم أصروا على موقفهم من علي، وأجمعوا البيعة لواحد من بينهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبي، وقد عرفوا (بالحرورية) نسبة إلى "حروراء" أول بلدة خرجوا إليها، كما عرفوا (بالمحكّمة) لأنهم قالوا (لا حكم إلا الله).

وخرج كثير من أنصار علي وانضموا إليهم، وأطلقوا على أنفسهم اسم (الشُراة)، أي الذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ولكنهم لم يلتزموا جادة الصواب في تصرفاتهم أو أقوالهم، ولجأوا إلى بعض الآراء المتطرفة والأعمال القاسية، فطعنوا في علي وأحقيته بالخلافة، وطعنوا في مسلك عثمان، وحكموا بالكفر والارتداد على كل من لا يجاريهم في التهجم على عثمان وعلي بن أبي طالب.

ومن أمثلة أعمالهم الحمقاء أنهم قابلوا مسلمًا ونصرانيًّا، فقتلوا المسلم وأوصوا بالنصراني خيرًا، وقالوا: احفظوا ذمة نبيكم، وهي مغالطة صريحة، لأن الأقوم أن يحفظوا على كل من الرجلين روحه ودمه، وسلامة المسلم في الدرجة الأولى ثم سلامة الذمي.

كان موقف علي منهم أول الأمر ألاَّ يحاربهم حتى يبدأوه بالحرب، فلما عمدوا إلى استعمال العنف وقتلوا عبد الله بن خبّاب وفي عنقه المصحف ومعه امرأته بعد حوار طويل جرى بينه وبينهم يفيض بالحكمة من جانب ابن خبّاب وبالغلظة من جانبهم، ولما ركبوا رءوسهم ولم يحاولوا أن يستجيبوا لدعوة عليّ، خرج إليهم في يوم النهروان، وأوقع بهم وقتل منهم عددًا كبيرًا، وفي هذه الموقعة قتل زعيمهم ابن وهب.

وقد كان بمكنة عليّ بن أبي طالب أن يقضي على الخوارج قضاء مبرمًا، ولكنهم ما لبثوا أن تربصوا به، وأرسلوا إليه واحدًا منهم هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي، فقتله في المسجد.

بعد مقتل عليّ اتسع نشاط الخوارج، وخاضوا كثيرًا من المعامع في عهد معاوية، وكانت غاراتهم تتخذ شكل حرب العصابات، فلم يكونوا قادرين على مواجهة جيوش الحكومة الأموية الجديدة، تلك الجيوش الجرارة، فكانوا يعمدون إلى شن الغارات الخاطفة في منطقة البصرة على وجه الخصوص، وكان لفرسانهم قوة وجلد وعزيمة على القتال، وكانوا يجيدون المباغتة والضرب، كما كانوا يحسنون الكر (أو الانسحاب)، وكانوا يرددون منشدين:

فنحن عبادُ الله والله ربُّنــا        -------    وأولى عباد الله بالله من شكر 

كانت الأيام دائما فى خدمة الخوارج، فما إن حدثت الفتنة بعد وفاة يزيد بن معاوية حتى كانت شوكتهم تزداد حدة، وهم الذين أضاعوا الخلافة من عبد الله بن الزبير وكانت طوع يده، لقد حاولوا أن يضموا عبدالله إلى صفوفهم أو ينتظموا في دعوته، وقرروا أن يذهبوا إليه قائلين: إن قدَّم أبا بكر وعمر وبرىء من عثمان وعلي وكفّر أباه (أي الزبير بن العوام) وطلحة بايعناه، وإن تكن الأخرى ظهر لنا ما عنده.

جرى هذا الحوار الطريف بين الخوارج وعبد الله بن الزبير، وهو يظهر لنا رأيهم في الخلفاء وبعض الصحابة. قالوا له: إنا جئناك لتخبرنا رأيك، فإن كنت على صواب بايعناك، وإن كنت على خلافه دعوناك إلى الحق، ما تقول في الشيخين؟ قال: خيرًا. قالوا: فما تقول فى عثمان الذى حمى الحمى وأوى الطريد، وأظهر لأهل مصر شيئًا وكتب بخلافه (المراد أوطأ أقاربه الناس، وإنما خصوا آل معيط للطعن على عثمان بالوليد بن عقبة بن أبي معيط حين ولاه الكوفة فسكر وصلى بالناس الصبح أربع ركعات وقرأ في صلاته: علق القلب الربابا*** بعدما شابت وشابا)، وأوطأ آل بنى معيط رقاب الناس وأثرهم بفئ المسلمين (المقصود به المال الذي أداه بطريق إفريقية فأمر به عثمان لآل الحكم)، وفي الذى بعده الذى حكم فى دين الله الرجال وأقام على ذلك غير نائب ولا نادم (يقصدون على بن أبى طالب)، وفى أبيك وصاحبه وقد بايعا عليًّا وهو إمام عادل مرضىّ لم يظهر منه كفر، ثم نكثا بيعته. وأخرجا عائشة تقاتل وقد أمرها الله وصواحبها أن يقرن في بيوتهن، وكان لك فى ذلك ما يدعوك إلى التوبة، فإن أنت قبلت كل ما نقول لك فلك الزلفى عند الله والنصر على أيدينا إن شاء الله، ونسأل الله لك التوفيق، وإن أبيت خذلك الله وانتصر منك بأيدينا).

هذه الاستفسارات يطلبها الخوارج من عبد الله بن الزبير، ومنها يبدو أنهم يجلون أبا بكر وعمر، ويحملون على عثمان، ويجلون عليًّا قبل وقعة صفين، ثم هم يكفرون الزبير وطلحة، ورأيهم في السيدة عائشة رأي سيىء يضعها موضعًا غير كريم.

ولكن عبد الله بن الزبير البليغ الجامع لزمام البيان يرد عليهم قائلاً: إن الله أمر - وله العزة والقدرة - في مخاطبة أكفر الكافرين وأعتى العاتين بأرق من هذا القول، فقال لموسى وأخيه صلى الله عليهما: ﴿اَذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيْنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ طه: 43:44. وقال رسول الله ﷺ: «لا تؤذوا الأحياء بسب الموتى»، فنهى عن سب أبي جهل من أجل عكرمة ابنه، وأبو جهل عدو الله وعدو رسوله والمقيم على الشرك والجاد في محاربة رسول الله قبل الهجرة، والمحارب له بعدها، وكفى بالشرك ذنبًا، وقد كان يغنيكم عن هذا القول الذي سميتم فيه طلحة وأبى أن تقولوا: أتبرأ من الظالمين؟ فإن كانا منهم دخلًا في غمار الناس، وإن لم يكونا منهم لم تحفظوني بسبّ أبي وصاحبه وأنتم تعلمون أن الله عز وجل قال للمؤمن في حق أبويه: ﴿وإن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ﴾.

وقال: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. وهذا الرأى الذي دعوتم إليه أمر له ما بعده، وليس يقنعكم إلا التوقيف والتصريح، ولعمرى، إن ذلك أحرى بقطع الحجج، وأوضح لمنهاج الحق، وأولى بأن يعرف كل صاحبه من عدوه، فروحوا إلى من عشيتكم هذه أكشف لكم ما أنا عليه إن شاء الله تعالى.

فلما كان العشى خرج إليهم فلم يوافقهم على آرائهم، ودافع عن عثمان وعلى وأبيه وطلحة وعائشة دفاعًا رائعًا بالآية حينًا، وبالحديث حينًا آخر، وبالحجة القاطعة والبرهان الصادق حينًا ثالثًا، فانصرفوا عنه حتى أوقع به الأمويون وقتلوه هو وأخاه مصعبًا.

على أن نشاط الخوارج ظل مقصورًا على الجانب الشرقي من الدولة الإسلامية فترة طويلة، وكان مصدر خطر دائم على البصرة، ولم ينتقل نشاطهم إلى إفريقية إلا على عهد العباسيين. وأما الجزيرة العربية فقد اتسع نشاطهم فيها بين سنتي ٦٥، ٧٢ هـ استولوا خلالهما على حضرموت واليمامة والطائف واليمن.

لقد نشط الخوارج في رحاب الدولة الإسلامية يدعون إلى فكرتهم بالعنف والشدة وسفك الدماء، ونحن نعتقد أن سفك الدماء لم يكن طبيعة فيهم أجمعين، بل إنهم يختلفون لينًا وعنفًا حسب الفرق التي ينتسبون إليها، ولعل أشدهم إقبالًا على الدماء فرقة «الأزارقة» التي كان يتزعمها نافع بن الأزرق، وكان نافع هذا عنيفًا عنيدًا، سفّاكا للدماء، يقتل النساء والأطفال على حد سواء، ويستحل الأموال، ويقطع الطريق. ولكن في الوقت الذي نجد فيه الأزارقة يسلكون هذا المسلك الدامي الخشن نجد زعيماً آخر لفرقة أخرى هو نجدة بن عامر الحنفي زعيم فرقة «النجدات» يستنكر أعمال ابن الأزرق، ويحمل على تصرفاته، ويكتب إليه ناصحًا منذرًا، ولكن نافع بن الأزرق يرد عليه مسفهًا رأيه، معللاً تصرفاته الشاذة، ومن الغريب أن كلاً من «نافع» و«نجدة» كان يلقب بين قومه بلقب أمير المؤمنين، بل إن كل زعيم فريق من فرق الخوارج - وما أكثرهم - كان يلقب بأمير المؤمنين.

كان الخوارج منقسمين على أنفسهم إلى ثماني فرق كبرى، وكانت كل فرقة من هذه الفرق تنقسم بدورها إلى فرق أصغر، مما أدى إلى إضعاف شأنهم وساعد في القضاء عليهم. وقد وقعت بينهم وبين قواد بني أمية معارك عنيفة متصلة الحلقات لسنين طويلة، خاضوها في قوة وبسالة وإيمان شديد، كانوا يؤمنون بالجمهورية العربية الشوريّة، وكانوا يعتبرون الأمويين، والزبيريين من قبلهم أرستقراطية كافرة، ولذلك فقد دوخوا قواد الأمويين، وفي مقدمتهم زياد بن أبيه، وعبيد الله بن زياد، والمهلب بن أبي صفرة، والحجاج بن يوسف الثقفي، حتى اضطر عبيد الله بن زياد إلى مهادنتهم تارة والاشتداد عليهم تارة أخرى، بل إنه أطلق سراح بعضهم من السجن.

إن إيمان بعض الخوارج بقضيتهم جعلهم يقضون مضجع الخلافة الأموية ويذلون كبرياء قوادها، فحين قتل عبيد الله بن زياد عروة بن أديَّة من زعمائهم غضب أخوه مرداس بن أدية، وخرج إلى الأهواز في أربعين رجلاً مطمئنًا إلى أنهم أربعون في العدد، ولكنهم عدة آلاف في القوة، فأرسل إليه عبيد الله بن زياد ألفين من خيرة الرجال بقيادة ابن حصن التميمي، فهزمهم الخوارج الأربعون شر هزيمة.

الإسلام,المذاهب الاسلامية,الشيعة,الخوارج

للاطلاع على المزيد:

https://asmaanawar.psee.io/6lz8pb
https://asmaanawar.psee.io/6lz8ne

https://asmaanawar.psee.io/6lz8nq
https://asmaanawar.psee.io/6m9m7j