فجر الضمير- فخر الحضارة المصرية القديمة
بقلم: جيمس هنري برستد
ترجمة: سليم حسن
عنوان الكتاب الأصلي: (The Dawn of Conscience)
"يعترف بفضل الرجل الذي يتخذ العدالة نبراسًا له، فينهج نهجها."
(من أقوال الوزير الأكبر "بتاح حتب" المنفي الأصل في القرن السابع والعشرين ق.م.)
"إن فضيلة الرجل المستقيم أحب (عندلله) من ثور الرجل الظالم" (أي من قربان الرجل الظالم).
(من النصيحة الموجهة للأمير "مريكارع" من والده فرعون أهناسي الأصل عاش في القرن الثالث والعشرين ق.م.)
"إن العدالة خالدة الذكرى، فهي تنزل مع من يقيمها إلى القبر … ولكن اسمه لا يُمحى من الأرض، بل يُذكر على مر السنين بسبب العدل".
(من قصة الفلاح الفصيح الأهناسيالذي عاش في القرن الثالث والعشرين ق.م.)
"إن فضيلة الرجل هي أثره، ولكن الرجل السيئ الذكر منسي".
(من شاهد قبر مصري عاش حوالي القرن الثاني والعشرين ق.م.)
"قد يفرح أهل زمان الإنسان وقد يعمل ابن الإنسان على تخليد اسمه أبد الآبدين… إن العدالة ستعود إلى مكانها والظلم ينفى من الأرض."
(من أقوال "نفرروهو" وهو نبي مصري عاش حوالي عام ٢٠٠٠ ق.م.)
"يا آمون أنت أيها الينبوع العذب الذي يروي الظمأ في الصحراء، إنه لينبوع
موصد لمن يتكلم ومفتوح لمن يتذرع بالصمت، فإنه حينما يأتي الصامت، تأمل!
فإنه هنالك يجد الينبوع."
(عن حكيم مصري قديم عاش حوالي ١٠٠٠ ق.م.)
لقد صار الإنسان أول صانع للأشياء بين مخلوقات الكون كله قبل حلول عصر الجليد، والأرجح أن ذلك كان منذ مليون سنة، بل ربما قبل ذلك الأمد. وقد صار في نفس الوقت أول مخترع للأسلحة، وعلى ذلك بقي نحو مليون سنة يحسن هذه الآلات، ولكنه من جهة أخرى لم يمضِ عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضمير إلى درجة جعلته قوة اجتماعية فعاله. أي إن القوة الجسمانية تشد أزرها قوةُ العلم السامية مدة الثلاثة القرون الأخيرة بقيتْ تعمل في صنع الآلات الحربية الدقيقة الصنع فيزداد تحسنها باستمرار، حوالي مليون سنة؛ في حين أن قوة الإنسان الباطنة التي تفوق تلك القوة المادية في رفعتها؛ وأعني بها القوة التي نهضت من التجارب الاجتماعية، لم تعمل في المجتمع إلا منذ حوالي خمسة آلاف سنة فقط. فلا شك إذن في أن عصرالسلاح يبلغ عمره مليون سنة مع أن عصر الأخلاق قد شق طريق بدايته البطيئة تدريجًا منذ نحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف سنة. وقد حان الوقت الذي يجب فيه على العالم الحديث أن يدرك شيئًا من أهمية هذه الحقيقة البالغة، بل يجب أن تصبح دراسة ذلك جزءًا من التربية الحديثة. لذلك كان الغرض من هذا الكتاب هو إبراز الحقائق التاريخية، واستعراض المصادر القديمة الهامة التي استقيت منها أمام القارئ، فيظهر لنا بذلك أننا ما زلنا واقفين في غبش فجر عصرالأخلاق. لا بأس أن يكون ذلك قاعدة لأحلام ضحى لا يزال في الواقع بعيدًا جدٍّا عنا، ولكنه لا محالة آتٍ وراء ذلك الفجر.
وبعد الفراغ من وضع هذا المؤلف فطنت إلى ملاحظة "إمرسون" في مقاله السياسي تلك الملاحظة المتنبئة التي وضعتها على صفحة عنوان هذا الكتاب، وهي ملاحظة غابت عن ذاكرتي منذ عدة سنين مضت. ولقد أصاب "إمرسون" (قس مقاطعة نيو إنجلند) كبد الحقيقة بما أوتيه من قوة التصور الإلهامية بهذه الكلمة التي قالها، والتي تعد أبرز حقيقة في مدى الحياة العصرية قاطبة؛ وذلك أنه في عصر "إمرسون" كانت تلك الحقيقة التي فاه بها لا يمكن أن يدلل على صحتها بأكثر من كونها مجرد اعتقاد أو إحساس شخصي، ولكن منذ أن تواري ذلك الحكيم كشفت لنا بحوث تاريخ الشرق القديم أنها حقيقة تاريخية. ولذلك كان الغرض من هذا الكتاب أن يجعل في متناول القارئ المتوسط الاطلاع على الأدلة التاريخية التي كانت أساسًا لمعرفتنا الجديدة لهذه الحقيقة العظيمة الشأن.
للاطلاع على الكتاب بأكمله:
https://www.hindawi.org/books/30704240/
لمزيد من الاطلاع: