قلم يتأمل في الدين (3)
تأسرني العقيدة الإسلامية عندما تبث في نفس المجاهد ألا يخشى الموت في سبيل الله، فمن أين أتى باليقين بالجزاء بعد الموت؟ من المؤكد أن الحق جلَّ وعلا هو من زرعه في قلبه.
(تعليقًا على ما حدث على الأراضي الفلسطينية في يوم 7 أكتوبر2023)
يا إلهي أشهد لك بالقدرة المطلقة أن خلقت النفس البشرية على هذا النحو بألا يصل من يجاهد نفسه إلى انتصار نهائي عليها حيث لا تكف عن الرغبات، وذلك لكي ترغم الإنسان - بعجزه – على الالتجاء إلى خالقها.
من عدالة الخالق أنه عندما يبتلي الإنسان يوجد له وسائل تكيف مع الابتلاء؛ وكأن المُراد من الابتلاء هو استظهار مدى الرضا بالقضاء والقدر.
الاستقامة قوة!
اتباع الشهوات يُسلب القوة والحرية!
التحلي بالأخلاق يحمي الإنسان من نوازع نفسه.
من أشد أنواع الجهاد تنقية السريرة!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها".
سفاسف الأمور هي الأمور التافهة التي تحول بين الإنسان وإنسانيته الرفيعة.
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾ سورة الإسراء
أي علينا ألا نتبع ما لا نعلم، بل نتبع ما نعلم، وعلينا ألا نحكم بالظاهر لأنه ربما لا ينمي إلى علمنا ما يبرر ما نشاهده من تصرفات.
لما سُئل الشيخ متولي الشعراوي لماذا انحصرت دولة الإسلام لكن ظلت قيمه ومبادئه؟
رد قائلًا: لأن الإسلام إذا خامرت بشاشته القلوب ليس من السهل على الإنسان أن يتركه.
استوقفني الرد لدقته ورقته.
من خاف الله في الناس كشف الله له خبيئة الناس فاستدفع أذاهم وأمِن مخافتهم.
لا يسعني إلا أن أقول: "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ" عندما أنجز مهمة بسهولة وقد كانت في البدء تستهلك مني وقتًا ومجهودًا أكثر، فسبحان من عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
لولا اللجوءُ إلى الله لضاقت بنا الحياة.
أعجب لمن يؤدون الصلوات ويحرصون على الدعوات ويغفلون المعاملات؛ فما التدين إلا قول يصدقه عمل!
يا رب ألهمني السكينة لأتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، وارزقني الشجاعة لأغير الأشياء التي أستطيع تغييرها، وهب لي من لَّدُنك حكمة لأدرك الفرق بينهما.
المشغول بعمله لا يملك الوقت لأن يحقد أو يغل.
إذا كان الله يحقق للمرء كل ما يرجوه؛ فعلى المرء أن ينتقي ما يرجوه بتروٍّ وعناية.
يا لسلطان الخالق في عدم قدرة الإنسان على التحكم في مزاجه، فيتعكر من حيث لا يحتسب، ويروق من حيث لا يحتسب أيضًا!
إيمان الإنسان بأن المطلق الوحيد هو الله وما دونه قابل للأخذ والرد إلا ما أنزل على رسوله أو ورد عنه يمنحه سعة في التفكير التي يرى بها الأمور على حقيقتها.
وراء عطاء الله مسئولية والمسئولية غالبًا ما تكون ثقيلة لما يقترن بها من تفكير وانشغال بال.
فالمال والعلم مثلًا وكذلك الموهبة مسئولية.
لولا الإيمان بأن الدخول في النيات أحد مداخل الشيطان لساءت العلاقات مع أغلب الناس؛ لكن يا وَيْل أصحاب النيات الخبيثة!
لو يعلم الناس أن الأرزاق موزعة بالتساوي لما تحاسدوا.
إذا أرت لنفسك النجاة من فتنة المال، فسخره لتحقيق مبدأ.
لمزيد من الاطلاع: