قلم يتأمل في الدين (2)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ. "يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا":
كلما قرأت في التنمية البشرية تأكدت أن مؤسسها هو النبي صلى الله عليه وسلم.
الإيمان بأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة يمنح الإنسان سموًا في الدنيا ونجاة في الآخرة.
الحمد لله على نعمة الصلاة.. الحمدلله على نعمة الركوع والسجود، تلك التمارين الربانية، إن جاز التعبير، التي تزيل آلام الظهر بعد الجلوس طويلًا على المكتب.
سامحوني في هذه النظرة النفعية المادية للصلاة.
الإخلاص من أروع الصفات، مع العلم أنها صفة لا تستطيع الملائكة تسجيلها، فالإخلاص في القلوب ولا أحد يطلع على القلوب إلا الله، وهو لله، والله يجزي به.
ما الأخلاق إلا منهج يتبعه الإنسان لحفظ كرامته.
الاحتشام فطرة قبل أن يكون تدينًا.
الله يعني المعبود، أي المُطاع في أمره، والمُجتنبٌ نهيه.
سعيد من كانت الدنيا في يده والآخرة في قلبه؛ فيكون، وهو صاحب منصب أو مال، موقنًا أن كل ذلك إلى زوال.
لولا الابتلاء ما كان الاقتراب، فيُبتلى الإنسان ليقترب من خالقه.
إذا أردت من الناس أن ينتبهوا إلى رسالتك ومبادئك؛ فكن لهم قدوة بأفعالك، ولا تكن لهم مجرد لسان بأقوالك. أو كما يقول الإمام علي بن أبي طالب: " فعل رَجُل في ألف رَجٌل خيرٌ من قول ألف رجل في رجل".
من فتنة المال أن يظن صاحبه أن بماله يمكنه شراء أي شيء.
أعوذ بالله من كبرياء رأس المال وفتنته.
من تعاسة الإنسان ألا يتذكر باستمرار أنه سيموت يومًا، وتكمن التعاسة في عدم الاستعداد لهذا اليوم.
احترام النفس يعني كبح جماحها وكبح جماح النفس يعني أن يسوق الإنسان نفسه وليس العكس.
وبالتالي على الإنسان أن يعتنق منهجًا يكون بمثابة المرشد أو الدليل (أو حتى الكتالوج إن جاز التعبير) ليساعده على ترويض نفسه.. وهل هناك من أعلم بالنفس من خالقها لنتبع منهجه؟!
لا يسعني سوى الإيمان بأن الرزق مكتوبٌ في السماء وأن لا حيلة فيه عندما أرى أشخاصًا تُخوَّل لهم مناصب أعلى من قدراتهم.
مهما استجمع الإنسان كامل قواه وتفنن في ابتكار وتصميم جهاز محكم للمراقبة؛ فلا يوجد، في رأيي، ما هو أحكم من الضمير!
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ ".
صورة من صور حفظ الكرامة الإنسانية التي يكفلها الإسلام!
يقول علي بن أبي طالب: "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".
لكن على الإنسان ألا يتشبث برأيه، وأن يدعو الله بصدق وإخلاص أن يريه الحق حقًّا ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلًا ويرزقه اجتنابه؛ فيطلعه الله على ما وراء غشاوة الكذب السائدة في عصرنا ويفسح له الطريق ليسلك طريق الحق.
من عدالة الخالق العظيم وإحكامه أن جعل التقويم القمري هو المأخوذ به في الشريعة الإسلامية؛ فلو أن التقويم كان شمسيًّا لصام أناس رمضان في الصيف طيلة العمر، وصامه آخرون في الشتاء؛ فالحمد لله على التناوب، الحمد لله على العدالة.
كل تمنياتي أن يكون عام 1445 عامًا هجريًّا سعيدًا، عامًا يهجر فيه المسلمون التواكل والسلبية، عامًا يأخذون فيه بالأسباب وهم متوكلون على الله، عامًا تسود فيه الأخلاق والعلم والوَفْر والأمن والسلام، وتُطبق فيه العدالة على أكمل وجه.
لمزيد من الاطلاع: